ارتقى إلى جوار ربه شهيدا المتحدث باسم منصة الانقلاب وأحد فرسان الصفوف المتقدمة في حراك يوليو، الشريف عثمان هادي، مساء أمس 18 ديسمبر، متأثرا بإصابته أثناء تلقيه العلاج في سنغافورة. وقد خلفت شهادته حزنا عميقا، وأشعلت في وجدان الأمة موجة من الغضب المشروع والاستنكار الواسع
وفي بيان أصدره اليوم، قال أمير الجماعة الإسلامية في بنغلادش، الدكتور شفيق الرحمن: إن جماهير شعبنا الوطني، على اختلاف مشاربهم، يتوجهون إلى الله رب العالمين بالدعاء أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته ومغفرته، وهم في الوقت ذاته يعبرون عن سخطهم العميق إزاء الإخفاق في صون حياته وضمان أمنه
وأضاف، معربا عن بالغ القلق إزاء تداعيات الحادثة: إن ما يعتمل في صدور الطلاب والجماهير من مشاعر الغضب والألم عقب استشهاد عثمان هادي أمر مفهوم ومشروع، غير أن توظيف هذه المشاعر النبيلة لتحقيق مكاسب ضيقة أو أهداف خفية أمر مرفوض جملة وتفصيلا. ونخشى أن تكون بعض التحركات محاولة مدبرة لصرف مسار الحراك عن غاياته الأصيلة
وأكد في البيان أن: وسائل الإعلام تمثل الركيزة الرابعة للدولة، ومرآة صادقة لصوت الشعب، وإن أي اعتداء عليها إنما هو اعتداء مباشر على الممارسة الديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير، وسيادة القانون
وشدد أمير الجماعة قائلا: إن كل حركة عادلة لا بد أن تدار بروح سلمية، وبمنهج منضبط ومسؤول، وإلا فإن الانحراف عن هذا النهج قد يفضي إلى ضياع الأهداف وتقويض المقاصد
كما طالب بالتعجيل بالكشف عن الجناة المتورطين في اغتيال الشهيد عثمان هادي، وتقديمهم إلى العدالة، وإنزال أقسى العقوبات الرادعة بهم، صونا للحق، وحفاظا على هيبة القانون
وختم بيانه بالتأكيد على أن المرحلة الراهنة تتطلب أعلى درجات ضبط النفس، والتحلي بروح المسؤولية، وترسيخ الوحدة الوطنية، معتبرا ذلك السبيل الأوحد لتجاوز هذه المحنة. وقال: إن الجماعة الإسلامية في بنغلادش تؤمن بأن بناء بيئة سياسية ديمقراطية، سلمية، وشاملة، هو الطريق الكفيل بحفظ القيمة الحقيقية لتضحيات الشهداء. ومن هذا المنطلق، ندعو جميع الطلاب والجماهير الوطنية وسائر المواطنين إلى مواجهة الأوضاع بحكمة ويقظة وشعور عميق بالمسؤولية