10 December 2025, Wed

بيان أمير الجماعة الإسلامية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

حقوق الإنسان أمانة مقدسة وسياج العدالة الاجتماعية

الدكتور شفيق الرحمن-

أصدر أمير الجماعة الإسلامية بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، جاء فيه: يحل علينا العاشر من ديسمبر حاملا ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ذلك الإعلان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948م، ثم خصص هذا اليوم عام 1950م ليكون رمزا عالميا لحماية كرامة الإنسان وصون حقوقه، احتراما لقيم العدالة والحرية وصيانة لإنسانية البشر من كل عسف وظلم

وأضاف قائلا، إننا اليوم، ومن قلب وطننا العزيز، نذكر جميع أبناء هذا البلد، مسلمين وغير مسلمين، ومن مختلف الأعراق والجماعات، بأن حقوق الإنسان ليست هبة من أحد ولا منحة من سلطة، وإنما هي أمانة مقدسة، تحفظ بها الأمم كرامتها، وتستقيم بها مسيرة العدالة الاجتماعية. ومن ثم لا يجوز، بأي ذريعة أو تحت أي راية، أن يعتدى على حق فرد أو يسلب صوت إنسان لمخالفة في الرأي أو لاختلاف في الانتماء. فالرأي قد يتعدد، والموقف قد يتباين، غير أن كرامة الإنسان لا تقبل الإهانة، ولا يليق بالمجتمع أن يشيع فيه الإذلال والتمييز والاعتداء على النساء والمدنيين أو أن يشرعن القمع والاختفاء القسري والإرهاب المنظم ضد الأفراد والجماعات

ثم قال: ونحن نرفع هذا النداء الأخلاقي اليوم، نرى، والعالم يرى أن حقوق الإنسان تسحق سحقا في غزة وسائر أرض فلسطين، وفي كشمير وبورما وغيرها من المناطق التي صار فيها البريء وقودا للظلم والدمار. فآلة الإبادة الصهيونية في غزة تزهق الأرواح، كبارا وصغارا، علماء ومدرسين، أئمة ومؤذنين، آباء وأمهات، لا تفرق بين طفل وشيخ، ولا بين امرأة ورجل. لقد تجاوز طغيانها كل القوانين السماوية والأعراف الإنسانية، فارتكبت بدم بارد مجازر تقشعر منها القلوب، حيث قتلت ما يزيد على سبعين ألفا من المدنيين العزل، وجرحت أكثر من مائة وخمسة وسبعين ألفا، جلهم من النساء والأطفال، وطمست معالم أكثر من ثمانين في المائة من المنازل والمساكن، ثم أغلقت الأبواب في وجه الغذاء والدواء والماء، مغرقة غزة في جحيم إنساني لا يملك المرء أمامه إلا أن يقف خاشعا عاجزا عن وصف بشاعته

وتابع قائلا، إن ما تعانيه غزة ليس وحدها، فصرخات المظلومين تتردد في كشمير، وتئن لها جبال أراكان، ويرتجف تحت وطأتها جنوب لبنان وأوكرانيا وساحات كثيرة حول العالم. وفي هذا اليوم الذي يذكر البشرية بواجبها الأخلاقي قبل أن يذكرها بحقوقها القانونية، نوجه نداءنا إلى الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وإلى كل دولة ومؤسسة ومنظمة حرة في هذا العالم، أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتحرك قبل أن تفنى الإنسانية في ركام الصمت، وأن تعمل لوقف الحروب فورا، وصون كرامة الإنسان، واتخاذ خطوات عملية تنهي المأساة في فلسطين، تحقيقا للعدل وإنقاذا لما تبقى من ضمير البشرية