في التاسع من ديسمبر، يوم تتجدد فيه الذاكرة الإنسانية على عهدها في مواجهة الفساد، أصدر أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، بيانا مؤكدا فيه أن الفساد ليس مجرد مخالفة أخلاقية أو إدارية، بل وباء يقضم روح الوطن ويبدد أحلام شعب يتطلع إلى غد كريم

وقال أمير الجماعة في بيانه الصادر في الثامن من ديسمبر
لقد امتد الفساد إلى مفاصل حياتنا العامة، فابتلع حقوق الناس، وأضعف الإدارة، وفتح أبواب نهب الثروات، وأورث البلاد فجوة اجتماعية جارحة. إن هذا الداء الذي يفتك بطاقاتنا ويغتال مستقبل أجيالنا، لا يواجه إلا بحزم لا يعرف المساومة، وبإرادة شعبية تقف خلف مبدأ: لا تسامح مع الفساد

وأكد أن الجماعة الإسلامية منذ نشأتها، اختارت طريقا نظيفا في العمل السياسي والفكري والاجتماعي، رافعة لواء الشفافية، مناصرة للمستضعفين، متصدية لكل ظلم أو تحيز أو تمييز

ثم تطرق إلى التحول الذي يعيشه الوطن بعد ثورة يوليو، قائلا، إن بلادنا تدخل مرحلة جديدة، مرحلة ينتظر فيها شعبنا دولة تدار بالعدل والانضباط، وترتكز على الصدق والكفاءة والمسؤولية. نريد وطنا يكرم الرجال بعملهم لا بسلطانهم، ويقيس قيمة الإنسان بجهده لا بنسبه، وطنا تنحاز مؤسساته للنزاهة، فلا تقصى الكفاءات، ولا تمنح المناصب بالمحاباة، بل تبنى الدولة على الحق، ويصان فيها العدل

وفي رسالة موجهة إلى الأجهزة الإدارية في الدولة، قال، إن روح هذا الوطن في بدايات انبعاثه الجديد تتطلب إدارة صادقة، شفافة، مسؤولة، قريبة من نبض الناس. لا نهضة بلا جهاز إداري يقف على قاعدة الأمانة والكفاءة. فلتكن الإدارة قدوة للوطن، عنوانا لنزاهته، ورافعة لتحقيق حلم الشعب في دولة حديثة خالية من الفساد
وفي ختام خطابه، دعا أمير الجماعة كل فئات المجتمع أحزابا وسياسيين، مهنيين وشبابا، إداريين ومسؤولين إلى كلمة سواء، قائلا، هلموا، نستضيء بروح يوليو، لنتحد في وجه الفساد، ولنشيد معا بنغلاديش جديدة، وطنا يخدم شعبه بصدق، ويرفع قيمة الإنسان بكرامته، ويجعل العدل ميزانا للحياة