أعرب الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش، النائب السابق الأستاذ ميا غلام بروار، عن قلق عميق واستنكار بالغ للحادثة الأليمة التي تمثلت في جريمة الإساءة إلى المصحف الشريف، والتي ارتكبها في الرابع من أغسطس الطالب بجامعة نورت ساوت، أبوربو بال، من خلال تصرف وقح ومنحط أساء فيه إلى كلام الله تعالى. وقد أحدثت هذه الجريمة الشنعاء صدمة وألما بالغين في نفوس المسلمين في بنغلاديش وسائر المواطنين الشرفاء المحبين للسلام
وقال في بيانه، إن القرآن الكريم هو كلام الله جل جلاله، وهو المنهاج الإلهي الكامل الذي ارتضاه للبشرية جمعاء، يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم. وإن التجرؤ على الإساءة إليه ليس مجرد تعد على مشاعر المؤمنين، بل هو تمرد صريح على رب العالمين، وعدوان سافر على دين الإسلام وقيمه المقدسة. إن المسلمين في كل زمان ومكان يجلون كتاب ربهم أعظم من أرواحهم، ولا يمكن لهم أن يسكتوا على امتهان حرمته أو الانتقاص من مكانته قيد أنملة
وأضاف قائلا، إن احترام الكتب السماوية قيمة إنسانية مشتركة بين أتباع الديانات جميعا، فكل مؤمن صادق يجل كتابه المقدس ويصونه عن الإهانة. ومن ثم فإن الإساءة إلى أي من الكتب السماوية ليست حرية رأي، بل اعتداء صارخ على حرية الإيمان، وتهديد خطير للسلم الاجتماعي والتعايش الإنساني. ومن العار أن تتخذ مثل هذه الجرائم تحت لافتة الحرية أو الغفلة، فإن ذلك لا يزيدها إلا قبحا
وتابع قائلا، لقد عرفت بنغلاديش عبر تاريخها الطويل بوحدتها الدينية، وسماحتها الاجتماعية، وتقاليدها الراسخة في الاحترام المتبادل. وقد تجلت هذه القيم في أبهى صورها خلال الاحتفالات الأخيرة بمهرجان دورغا بوجا التي جرت في أجواء آمنة وسلمية. غير أن جريمة الإساءة إلى المصحف الشريف في هذا الوقت تثير القلق من مؤامرة خبيثة تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي وضرب استقرار البلاد. لذا فإننا نطالب بإجراء تحقيق شفاف وشامل يكشف ملابسات الحادثة، ويكشف من يقف وراءها، ويقدم الجناة إلى العدالة دون إبطاء
كما أشار الأمين العام إلى أن موقف جامعة نورت ساوت من هذه الحادثة يثير علامات استفهام عديدة، مؤكدا أن الواجب كان يقتضي منها أن تبادر إلى اتخاذ إجراءات صارمة وفورية تحفظ قدسية الدين، وتردع كل من تسول له نفسه التطاول على كتاب الله
وحذر الأستاذ بروار قائلا، إن محاولة بعض الأطراف تبرير الجريمة أو التلاعب بالحقائق بادعاء إصابة الجاني باضطرابات نفسية، إنما تمثل إهانة للعدالة وتسترا على المجرمين، وهو ما يعد تشجيعا صريحا على تكرار مثل هذه الجرائم، وقد تكون عواقبه وخيمة على الدين والوطن والمجتمع
وفي ختام بيانه، وجه الأمين العام للجماعة الإسلامية دعوة صادقة إلى السلطات المعنية للإسراع في القبض على الجاني وتقديمه للعدالة وإنزال أشد العقوبات به، ليكون عبرة لمن تسول له نفسه المساس بحرمة القرآن الكريم
كما دعا أبناء الشعب إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس، قائلا،
لا تنساقوا وراء الاستفزاز، ولا تأخذوا القانون بأيديكم، بل عبروا عن رفضكم وغضبكم بالوسائل السلمية المشروعة، حفاظا على وحدة البلاد، وصونا لتقاليدها في التعايش الديني، وتوقيرا لكتاب الله تعالى الذي أنزله هدى ورحمة للعالمين