الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش، والبرلماني السابق الأستاذ ميا غلام بروار، أكد في خطابه أن الشعب بعد انتفاضته المباركة لم يعد يقبل بعودة عجلة التاريخ إلى الوراء، ولا يرضى أن يستعاد عهد الاستبداد الذي ذاق ويلاته. فقد أضحى التغيير في نظام الحكم مطلبا شعبيا ملحا، وتجسد ذلك في المشهد الجامعي خلال انتخابات اتحادي الطلاب في جامعتي دكا وجاهانغيرنغر، حيث أسقطت الجماهير الطلابية – عبر صناديق الاقتراع – رموز البلطجة وأعوان السلطة الذين لطالما عاثوا في الحرم الجامعي فسادا وظلما
إن ذاكرة الوطن ما تزال مثقلة بمآسي الغرف الجماعية التي كانت مسالخ للطلاب الأحرار، وبصور الصدامات الداخلية التي انتهت إلى الدماء والقتل. وها نحن نستذكر بألم مقتل الطالب النابغ سني ورفيقه أبرار في جامعة البترول والهندسة، ثم "أبو بكر" في جامعة دكا، و"شريف الزمان نوماني" في جامعة راجشاهي، وغيرهم مئات من خيرة شباب الأمة الذين أزهقت أرواحهم غدرا في ريعان العمر. لكن الطلاب الأحرار ردوا الصاع صاعين، ورفعوا أصواتهم في صمت مهيب عبر "ثورة الصناديق" التي ألحقت الهزيمة المدوية بزبانية العنف والتبعية
وأضاف بروار قائلا: إن الشعب اليوم أكثر وعيا وإدراكا لمصالحه، يميز بين الخير والشر، ويرنو إلى فجر جديد ينهي عهود القهر ويشيد بنغلاديش قائمة على العدالة والرفاه والصلاح. لم يعد الناس يطيقون حكم الطغيان، وقد عانوا من حكومة فاشية رسخت سلطانها بالقتل والاختفاء والاغتصاب والنهب والإرهاب المنظم، حتى خيل للناس أن لا نجاة لهم. ولكن مشيئة الله نافذة فوق كل إرادة، فكانت ثورة الطلاب المطالبين بإصلاح نظام الحصص شعلة أحرقت جبروت الطغيان وأطاحت بحكومة متغطرسة عطشى للسلطة. واليوم عاد صوت الشعب حرا، يتردد في جنبات الساحات، ولن يسمح أن يعاد إنتاج الاستبداد، بل سيرفع في وجهه البطاقة الحمراء

وختم قائلا، لقد أوضحت الجماعة الإسلامية بجلاء أن الدستور القائم هو الذي منح الحكومة البائدة سلطة مطلقة فحولها إلى وحش فاشي يقتل ويبطش. ومن ثم فلا بد من مراجعة هذا الدستور وإدخال التعديلات الجوهرية عليه وفق ميثاق يوليو، قبل أي استحقاق انتخابي. أما إذا جرت الانتخابات على أساس الدستور القائم، فإن أي حكومة قادمة ستملك مرة أخرى فرصة التحول إلى طغيان جديد. ومن هنا، وجب أن يعتمد نظام التمثيل النسبي، وأن يصار إلى إصلاح الدستور قبل فوات الأوان، حتى نتشارك جميعا في حمل حلم يوليو وبناء بنغلاديش المنشودة
وقد جاءت كلمته هذه ظهر الأحد (14 سبتمبر)، وهو يخاطب جمعا من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور في قاعة كلية "بليشري" بدائرة دومريا – خولنا، خلال ندوة خصصت للحديث عن سبل النهوض بجودة التعليم وتكامل الأدوار بين الأجيال