دعا أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، أبناء الوطن إلى اليقظة والحذر، وعدم تسليم زمام السلطة لأولئك الذين عبثوا بثروات الدولة في غابر الأيام، فحولوها إلى غنائم شخصية وأقاموا لأنفسهم صروحا من المال والثراء فوق أنقاض معاناة الشعب وحرمانه.
جاءت كلماته هذه في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم، وهو يخاطب جموع المواطنين ضيفا رئيسا في المخيم الطبي المجاني الذي أقيم بجهود الجماعة في منطقة كافرول – الجنوب، بالدائرة الانتخابية "داكا–15"، في فرع (02) لمدرسة ومنتزه "مونيبور" بإبراهيمبور
وقال الدكتور شفيق الرحمن: إن الجماعة الإسلامية، متمسكة بمبادئها الراسخة، ماضية في كفاح طويل الأمد لتحويل هذا الوطن إلى دولة رفاه قائمة على العدل والرحمة. فخدمة الإنسانية وإنقاذها من براثن البؤس والشقاء هو جوهر رسالتنا السياسية وغايتها الكبرى. لقد نذرنا أنفسنا لاقتلاع السياسة السلبية التي أورثت البلاد الفساد والاستبداد، لنقيم مكانها سياسة إيجابية تعيد للوطن وجهه المشرق، وتؤسس لمجتمع يكفل الحقوق لكل إنسان، دون نظر إلى دين أو عرق أو نسب. نريد دولة لا تمييز فيها ولا ظلم، خالية من الفساد وسوء الحكم، تسودها الكفاءة والنزاهة. وقد شهد الشعب بأم عينه تجربة وزرائنا الذين مضوا وقدوة النزاهة والإخلاص تلازمهم فكانوا أنموذجا في الصدق والجدارة والكفاءة. ومن هنا، فإن تحقيق هذا الحلم لا سبيل إليه إلا بتمكين القوى الإسلامية من قيادة الدولة في قادم الأيام
ثم دعا أمير الجماعة الجميع إلى الاستعداد للتضحية في سبيل إقامة الدين وصون المبادئ
وأضاف قائلا: لقد فتحت ثورة يوليو أمامنا آفاقا رحبة من الأمل والفرص، غير أن بقايا المخاوف ما زالت قائمة. ومن ثم، فإن واجبنا أن نمضي بحذر ويقظة وروية. وعلى كل من يطمح إلى الحكم أو يتولاه أن يستشعر ثقل الأمانة أمام ضميره، وأن يتذكر دائما أنه مسؤول أمام الله جل وعلا، فمهما أمكن خداع البشر، فلن يخدع خالق البشر. إننا نصبو إلى بناء بنغلاديش جديدة، بنغلاديش العدل والإنصاف، بنغلاديش التي يعيش فيها جميع المواطنين – رجالا ونساء، مسلمين وغير مسلمين – في أمن وطمأنينة، بعيدا عن الخوف والاضطراب. لقد فشل من سبقونا إلى السلطة أن يوفروا للناس بيئة آمنة يسودها الأمان، ومن ثم صار لزاما علينا أن نختار بعقولنا وضمائرنا الطريق الأمثل لبناء مستقبل الوطن. وإذا ما صوت الشعب للحق، فبوسعنا – في غضون خمس سنوات – أن نضع حدا للجوع والفقر، ونقود البلاد إلى التغيير الإيجابي المنشود
قال: لقد آثرت أن أتلقى العلاج في وطني، كي يطمئن الناس إلى جدوى الطب المحلي، ويستعيد الأطباء ثقتهم بأنفسهم. فالعافية والمرض بيد الله وحده، لا بيد سواه. وكم من أناس قصدوا العلاج في الخارج فعادوا في نعوش محمولة، وكم من آخرين تلقوا علاجهم بين أهلهم وذويهم فوهبهم الله تمام الصحة والعافية. إنما الطبيب والدواء وسيلتان، والشفاء محض إرادة من الله عز وجل، يمن به على من يشاء. ومن هنا كان قراري هذا، لعله يكون باعثا على رسوخ ثقة الناس بأطبائهم، ودافعا لهم إلى مزيد من البذل، فإن عامة الناس لا قبل لهم بنفقات العلاج الباهظة وراء الحدود
ثم أردف أمير الجماعة قائلا: الطب مهنة سامية ورسالة إنسانية جليلة، وعلى الأطباء أن يؤدوها بروح الخدمة والإخلاص لجميع طبقات الشعب. وإن النهضة بالقطاع الصحي لا تتحقق إلا بالارتقاء بالتعليم الطبي وفق أرقى المعايير العالمية، وتجهيز المستشفيات الوطنية بأحدث الأجهزة والوسائل. كما ينبغي أن تضفي المراكز الطبية على خدماتها مسحة إنسانية رحيمة تجعلها صديقة للمرضى. فإذا تحقق ذلك، وتيسر العلاج للناس على نحو ميسر ورفيع، عادت الثقة إلى القلوب واطمأنت النفوس إلى الطب المحلي