27 June 2025, Fri

أمير الجماعة يزور منزل الشهيدة أنجوم ضحية الجريمة البشعة في كلاؤدا

لن يتسامح الشعب مع أي محاولة لحماية قاتل الفتاة البريئة

الدكتور شفيق الرحمن-

قال الدكتور شفيق الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، بينما كنت لا أزال في العاصمة دكا، بلغني النبأ الفاجع لمقتل نفيسة جنة أنجوم، تلك الفتاة البريئة التي تنتمي إلى مسقط رأسي. لقد أصابني هذا الخبر بصدمة بالغة وحزن عميق. حضرت اليوم إلى منزل الشهيدة بدافعين، الأول: زيارة قبرها والترحم عليها، والثاني: لقاء ذويها ومواساتهم في مصابهم الجلل. تحدثت مع والدها المكلوم، وتألمت أشد الألم لما سمعته منه. إن هذه الجريمة النكراء تعكس الواقع المرير الذي بتنا نعيشه في مجتمعنا، أي ظلم هذا الذي يسفك دماء الأبرياء ويغرق أهلهم في بحور من الألم؟ هذا الفعل البشع لا يمكن قبوله ولا السكوت عنه بأي حال من الأحوال


في ساحة المنزل، حيث احتشد المئات من أبناء المنطقة، علت أصواتهم بهتاف مدو، نطالب بإعدام قاتل أنجوم، لا بد من القصاص، فوقف أمير الجماعة يخاطب الجماهير المحتشدة قائلا: نحن نطالب بتحقيق العدالة وإنزال القصاص العادل بهذا القاتل. لكننا نرصد – بكل أسف – محاولات من قبل جهات نافذة تسعى للتأثير على مجريات القضية، والانحياز إلى صف الجلاد. وإن صح ذلك، فإني أعاهدكم أمام الله وأمام هذه الجموع أننا سنقف جميعا صفا واحدا، سنقاوم الظالم بكل ما أوتينا من قوة، وسنحطم جدران التواطؤ بإذن الله


وأضاف قائلا: لقد تواصلت مع مسؤولي الإدارة المحلية، وأبلغتهم بصراحة: لا مجال لأي تحايل أو تلاعب لإنقاذ القاتل. على أجهزة الأمن أن تكون أقلامها نصيرة للحق. ومن يكلف بالتحقيق في هذه الجريمة عليه أن يتحلى بالأمانة التامة وأن يتجنب كل صور التهاون. من يقف مع هذه الأسرة المكلومة فإنه يسعى إلى الخير في الدنيا والآخرة، ومن يخون أمانته فسيبوء بالخسران المبين
وعند مغادرته منزل الأسرة المفجوعة، أحاطت به حشود من الصحفيين من وسائل الإعلام المختلفة، فسأله أحدهم عن الوضع السياسي الراهن، فأجابه الأمير قائلا، قلبي مفطور، أنا اليوم محطم. تخيلوا لو كانت هذه الفتاة ابنتي، كيف كنت سأشعر؟ أرجوكم أعذروني اليوم، امنحوني هذه اللحظة بعيدا عن السياسة. أعتذر، لن أجيب اليوم عن أي سؤال سياسي


ثم توجه أمير الجماعة مع الحاضرين إلى مقبرة خضراء تقع غرب مسجد داود بور الجامع المجاور لمنزل الفقيدة، حيث قرأوا الفاتحة على قبرها وأمهم في الدعاء. بعد ذلك، دخل منزل الأسرة المكلومة فواسى والدها خليق ميا، وأخاها الصغير، وأختها الطفلة. ومن خلف ستار الحجاب، أطلقت والدتها صرخة موجعة ودموعها تنهمر وهي تطالب بالقصاص العادل لابنتها الغالية، وناشدت الجميع أن يدعوا لها بالرحمة والمغفرة

واختتم أمير الجماعة زيارته بدعاء مؤثر مع الأسرة المنكوبة، سائلا الله تعالى أن يتغمد الشهيدة برحمته الواسعة، وأن يربط على قلوب أهلها، وأن ينزل العقاب العادل على القاتل الآثم