الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش والنائب البرلماني السابق
إن الوطن اليوم يقف على أعتاب مرحلة مفصلية، حيث تمضي الحكومة الانتقالية قدما نحو إجراء الانتخابات البرلمانية الثالثة عشرة، ومع هذا التوجه، تتجدد الآمال والتطلعات، وتتعاظم المسؤوليات
والجماعة الإسلامية، بما لها من جذور راسخة في التفاعل مع الشأن الانتخابي، قد استعادت مؤخرا عبر حكم المحكمة العليا تسجيلها الرسمي، ورمزها التاريخي الميزان، الذي كان دائما عنوانا للعدالة والإنصاف. وإن واجب الوقت يملي علينا أن نتهيأ منذ الآن لتهيئة أرضية شعبية صلبة تلتف حول هذا الرمز، وتدفع به نحو النصر في الاستحقاق الانتخابي القادم
وقد تحدثت بهذه الكلمات في لقاءات شعبية حاشدة نظمتها الجماعة في مناطق سكيرهات، وسوق فلتلا، وساحة نصب الشهداء في شيروموني، صباح يوم الأحد 15 يونيو، أثناء عودتي إلى أرض الوطن بعد أداء مناسك الحج
أيها الإخوة والأخوات، لقد جربتم خلال العقود الأربعة الماضية حكم شتى الأحزاب، ورأيتم كيف لم يتحقق ما كان الشعب يصبو إليه من إصلاح وعدل ونماء. بل على العكس، غرست بذور الفوضى، وسادت لغة القمع والفساد والنهب، حتى أضحى الوطن يترنح بين أزمات لا تنتهي. وها أنتم تسمعون اليوم صرخة الشعب، لقد جربنا كل شيء، ولم يبق إلا أن نرى كيف سيكون الحكم وفق الشريعة الإسلامية
ومن هنا، فإن أمير الجماعة، الدكتور شفيق الرحمن، قد أطلق نداء يحمل في طياته رؤية جديدة لبنغلاديش متجددة، دولة تسودها العدالة، وتحكمها القيم، وتخلو من الفساد والبطالة والتمييز، حيث يعيش فيها الإنسان مكرما، ويجد فيها الشاب عملا بعد التخرج، ويحظى من لم يجد عملا براتب بطالة كريم ريثما تتاح له الفرصة
إن بناء دولة كهذه يتطلب قيادة صالحة، رجالا من أهل الصدق والإخلاص والتقوى. ونحن نرفع شعارنا الأثير، نريد شريعة الله، ونريد حكم الصالحين. فإذا ما وفقنا الله لإيصال مئة وواحد وخمسين من أهل التقوى والإيمان إلى قبة البرلمان، فإن بنغلاديش ستلبس ثوب المجد، وستسير بخطى واثقة نحو تنمية مستدامة تشمل قطاعات التعليم، والصحة، والغذاء، والكساء، والعمل، في دولة خالية من الفقر، خالية من التمييز، عامرة بالكرامة والعدالة
أيها المواطنون الأحرار، لقد فتحت انتفاضة عام 2024 أبواب الأمل من جديد، وقد دفع آلاف من أبنائنا أرواحهم وأجسادهم ثمنا لهذه الصحوة. فلتكن أعيننا يقظة، حتى لا يعاد إنتاج الفاشية من جديد، أو تفتح أبواب الجور، أو يفسح المجال أمام الظلم والابتزاز ليعود إلى ديارنا، فإن خذلنا هذا الحلم، سنكون قد خذلنا دماء الشهداء وآهات الجرحى
ولا يفوتني أن أذكركم بما تحقق خلال فترة عضويتي في البرلمان بين عامي 2001 و2006، حيث قطعت وعدين: القضاء على الإرهاب، وتحقيق تنمية متوازنة في منطقتي فلتلا ودموريا. وبفضل الله ثم بدعمكم، تمكنا من تطهير المنطقة من قوى الإرهاب، وتحقيق مشاريع تنموية فاقت ما تم إنجازه في خمسة عشر عاما لاحقة. وقد بدأنا بالفعل معالجة مشكلة المياه الراكدة في بيل داكاتيا، وسأواصل العمل على تذليل العقبات وتحقيق التنمية الشاملة
وقد أعادت الجماعة ترشيحي في هذه الدائرة للانتخابات المقبلة، فإن وضعتم ثقتكم بي مرة أخرى، سأبذل جهدي مخلصا – كما كنت دوما – لا يدخل جيبي مال حرام، ولا تمتد يدي إلى خزائن الأمة، بإذن الله
وفي الختام، حينما وصلت إلى معبر سكيرهات، استقبلني أمير الجماعة في فلتلا، الأستاذ عبد العليم مولى، مرحبا بي بباقة من الزهور، تعبيرا عن المودة والمحبة التي تربطني بكم جميعا، والتي ستظل نبراس طريقي في خدمة هذا الوطن العظيم