24 May 2025, Sat

يجب علينا أن نؤدي كل مهمة بتقوى الله والمساءلة : الدكتور شفيق الرحمن

انعقدت صباح السبت 24 مايو في قاعة الفلاح بمنطقة مغ بازار في العاصمة داكا، الجلسة نصف السنوية لمجلس الشورى المركزي للجماعة الإسلامية البنغلاديشية، برئاسة أمير الجماعة الدكتور شفيق الرحمن. وحضر الجلسة نواب الأمير، القائم بأعمال الأمين العام، مساعدو الأمين العام، القادة المركزيون، وأعضاء مجلس الشورى المركزي من الرجال والنساء
بدأت الجلسة في الساعة 9:40 صباحا بكلمة افتتاحية ألقاها أمير الجماعة الدكتور شفيق الرحمن
قال في كلمته الافتتاحية: رغم مرور فترة طويلة منذ حرب الاستقلال المجيدة والانتفاضة الشعبية في عام 2024، فإن العديد من تطلعات الأمة لا تزال غير محققة. لم يتم إرساء سيادة القانون، ولم تضمن الحقوق المدنية. لم تتمكن الأحزاب السياسية الحاكمة من الحفاظ على كرامة وسيادة واستقلال الدولة. لقد تميزت السنوات الخمس عشرة الماضية بحكم استبدادي، حيث عاش الناس في كابوس دائم، وتعرضوا للقمع والاضطهاد، وشهدت البلاد موجة من الإخفاء القسري والمحاكمات الزائفة، والقتل خارج نطاق القانون. لقد شهد الشعب والعالم ما حدث خلال انتفاضة 2024. وقد قدّمت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية تقريرا يحمل الحكومة السابقة المسؤولية الكاملة عن أحداث يوليو-أغسطس
وأضاف قائلا،إننا نحن اليوم عند مفترق طرق حاسم في مسيرة الأمة، ويجب أن نتجاوزه بنجاح باهر، وقد أقلقت الأحداث الأخيرة المواطنين في الداخل والخارج. كمنظمة مسؤولة، فإن الجماعة الإسلامية تتابع هذه التطورات عن كثب. لقد عقدنا اجتماعا طارئا للمجلس التنفيذي المركزي لمناقشة الأوضاع الجارية، وأكدنا أن إثارة الفوضى والصراع والتلاسن لن يكون في مصلحة الأمة

وأشار إلى أن سياسة الجماعة الإسلامية تهدف إلى خدمة البلاد والعباد، وتضع دائما مصلحة المواطنين في مقدمة برامجها. بعد دراسة شاملة للأوضاع، اتخذنا عدة قرارات. وقد دعونا كبير مستشاري الحكومة الانتقالية لعقد حوار وطني شامل. ونحن نعتقد أن الحوار الجاد والمرضي للجميع يمكن أن يبدد المخاوف ويخرج الأمة من هذه الأزمة، بإذن الله
وأضاف، في انتخابات 2014 تم إعلان فوز 154 مرشحا بالتزكية، وفي 2018 أجريت الانتخابات ليلا، وفي 2024 كانت الانتخابات مسرحية عبثية بين مرشحين شكليين. وهذا استهزاء بالأمة. يجب تنظيم انتخابات حقيقية تعبر عن إرادة الشعب وتسفر عن حكومة منتخبة
وطالبنا بخارطة طريق للإصلاحات والانتخابات، لكن غياب وضوح الرؤية أثار الشكوك. لاستعادة ثقة الشعب، نكرر مطالبتنا بخارطة طريق واضحة. كما طالبنا بمحاكمة عادلة للفاشية، وهي عملية قد تستغرق وقتا، لكن يجب أن تبدأ فورا بشكل شفاف
وتحدث عن قضيتي الممر الإنساني وإدارة ميناء شيتاغونغ، مشددا على ضرورة اتخاذ قرارات مناسبة بعد التشاور مع الخبراء وجميع الأطراف، أو تركها للبرلمان المنتخب مستقبلا
وبخصوص الجيش، قال، إن الجيش مصدر فخرنا وله دور تاريخي هام، ويجب عدم تسييسه أو إقحامه في الجدل. نأمل أن يؤدي الجيش واجبه في حماية السيادة الوطنية، وأن تلتزم الأحزاب السياسية والجيش كل بمسؤوليته
وأضاف، صرح كبير المستشارين عدة مرات بأن الانتخابات الوطنية ستجرى بين ديسمبر من هذا العام ويونيو من العام القادم، ونحن نثق بذلك، ونعلن استعدادنا للتعاون مع الحكومة في هذا الشأن
حول فلسطين، وجه أمير الجماعة نداء إلى العالم المحب للسلام قائلا، إن شعب فلسطين يعاني من الاضطهاد منذ عقود، وتدور في غزة وفلسطين حرب ضد الإنسانية. ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى وقف دائم للحرب، وليس مجرد هدنة. كما طالب بتمكين الشعب السوري من تقرير مصيره.
وفيما يخص أراكان، قال،إنه يجب إعادة اللاجئين الروهينغا إلى وطنهم مع ضمان الكرامة والأمن، وعلى الأمم المتحدة أن تضطلع بدورها في ذلك
ودعا أمير الجماعة مسؤولي الحزب إلى التصرف بمسؤولية في جميع الأمور، والبقاء على يقظة تامة، وتوجيه أعضاء الحزب إلى الحفاظ على السلام والنظام في المجتمع
وخاطب الصحفيين قائلا، أنتم جزء مهم من المجتمع، ويطلق عليكم السلطة الرابعة. نأمل أن تلعبوا دورا إيجابيا في قيادة المجتمع نحو أهدافه. فلنقل للباطل باطلا وللحق حقا

في كلمته الختامية، قال أمير الجماعة الدكتور شفيق الرحمن
إن البلاد تمر بأزمة شديدة. وفي هذا السياق، عقدت الجماعة الإسلامية في 22 مايو بعد العصر اجتماعا طارئا للمجلس التنفيذي المركزي لمناقشة سبل الخروج من هذه الأزمة، وقد دعا كبير مستشاري الحكومة الانتقالية إلى عقد اجتماع موسع يضم جميع الأطراف
وأضاف قائلا، إنه في ظل الأوضاع الراهنة، قدمت جميع الأحزاب المناهضة للفاشية وعودا بتقديم الدعم الكامل للحكومة الانتقالية. وقد أجرت الجماعة الإسلامية مشاورات وتبادلا للآراء مع الأحزاب المتوافقة معها بهذا الشأن. ومن هذا المنطلق، أناشد جميع أبناء الشعب من مختلف الاتجاهات والتيارات أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية، وأن يدعوا الله تعالى بإخلاص لحماية استقرار البلاد

وتابع قائلا، لاستعادة ثقة الشعب والحفاظ على الاستقرار الوطني، من الضروري الإعلان العاجل عن خارطة طريق للإصلاحات والانتخابات، وإظهار الشفافية في العملية القضائية. إذا لم تجر الانتخابات بطريقة حرة ونزيهة، فإن الأمة ستقع مجددا في أزمة عميقة. لذلك، ينبغي إنجاز الإصلاحات اللازمة قبل الانتخابات. وبعون الله، ستتجاوز البلاد أزمتها من خلال التعاون الصادق والتشاور مع جميع أصحاب المصلحة
ووجه حديثه إلى المسؤولين قائلا، إنه علينا ألا ننشغل بأي مصدر رزق قد يؤدي إلى خسارتنا. كما ينبغي إلى جانب العمل التنظيمي، إيلاء اهتمام خاص بالأسرة، وتربية الأبناء ليكونوا قرة عين لنا. يجب أن نتحلى بالشفافية في التعاملات، وأن نعتمد في كل أعمالنا على التوكل على الله تعالى. ولنعمل بخوف من الله واستشعارٍ دائم للمساءلة بين يديه

وختم بقوله، إن كان في هذا الاجتماع أو في خططنا أي خطأ أو تقصير، نسأل الله تعالى أن يصححه لنا، وأن يغمرنا برحمته وفضله