الشهيد علي أحسن محمد مجاهد أحد شعراء الاسلام السياسي

 

علي أحسن محمد مجاهد هو شاعر خالد كتب أشعار السياسة و قصائد الانقلاب بأسلوب سلس ، و هو حركة ، و تنظيم ، و تاريخ ، و شعر حركي انقلابي ، و كان رابط الجأش في شتى الحركات و النضالات ، و تقلبات الأمة ، و في كل حركة ديمقراطية و دكتاتورية في هذه البلاد ، و هو دوي قوي ضد الهيمنة و الاحتلال ، و هو رجل مناضل نبع من القيادة الدنيا بمواجهة العيون الدموية للإلحاد و العلمانية . و قتلت الحكومة العلمانية هذا الزعيم الشعبي للحركة الإسلامية من أجل الأيديولوجية ، و لا يموت الشهداء من الدنيا ، و بل هم أحياء ، لأنهم ولدوا من أجل التحريض و التشجيع عبر العصور .
الزعيم الشعبي علي أحسن مجاهد هو قانع و كريم و أجدى للناس في حياته الشخصية ، قد شد قلوب الناس في هذه الديار ، و دوما كان تمراحة في أنشطتها ، و إذا سمع حكم الإعدام قال للمحامين إنني لست بمنزعج و لا مضطرب بعقوبة الحكومة على الانتقام السياسي ، لقد عرفت بقراءة الجريدة أن المحامين قدموا حججا معقولة بقوة في مصلحتي في قسم الاستئناف ، و إني أعتقد بقوة أن لا فرصة لهم أن يثبتونني مجرما بتلك التهم ، و لم يمكن لطرف الحكومة أن يثبت أيا من الظنن الموجهة إلي .
و اعترف ضابط التحقيق في هذه القضية أثناء استجوابه في المحكمة أني لم أكن متورطا في أي جريمة ارتكبت خلال حرب التحرير عام ١٩٧١م في أي مكان من بنغلاديش .
حتى لم أكن معاونا لأي جيش من طراز البدر ، و لجنة السلام ، و الشمس ، و لم يلف مثل هذه المعلومة خلال تحقيقه ، و بعد ذلك بقي في حقي حكم الإعدام ، و قد حرمت من العدل و الانصاف ، و إنني أقول و الله بين يدي إن التهم و الظنن الموجهة إلي كلها كاذبة و ملفقة ، و لم أكن متورطا في أي جريمة خلال حرب التحرير عام ١٩٧١م
إنما ألصقت بي هذه التهم بعد سنوات عديدة من أجل اشتراكي في الحركة الإسلامية
و كل يوم يموت المئات من الناس في هذه البلاد ميتة طبيعية ، و لا علاقة حكم الإعدام بهذه الميتات ، و ما تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ، و لا مبدل لتقديره إلا هو ، فلا منفعة و لا مضرة بحكم الإعدام ، و لست بقلق بحكم الإعدام ، و من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا .
لست قلقا بالعقوبة التي فرضتها الحكومة علي بقضية كاذبة و ملفقة على الانتقام السياسي، و أنا مستعد دائما لأضحي بحياتي من أجل دين الله
مولده و تعليمه :
ولد علي أحسن محمد مجاهد في ١٤ أغسطس من عام ١٩٤٧م ، و تلقى تعليمه الابتدائي من العالم الشهير الشيخ عبد العلي ، و لا يزال يذكر أهالي إقليم فريدبور بأكمله الشيخ عبد العلي كزعيم ديني و رجل روحي ، و لم يكن زعيما روحيا فحسب ، بل كان نائبا في برلمان باكستان الشرقية من عام ١٩٦٢م إلى ١٩٦٤ م من حزب الجماعة الإسلامية
و فيما بعد التحق علي أحسن محمد مجاهد بمدرسة معيذ الدين بفريدبور ، و بعد ذلك درس في مدرسة محافظة فريدبور ، ثم التحق بكلية راجندر بفريدبور ، و أكمل منها دراسة الثانوي و الكلية ، و ذهب إلى داكا في ديسمبر من عام ١٩٧٠م ، و حضر في محاضرة كلية القانون بجامعة داكا شهرين و نصف ، ثم بدأت حرب التحرير ، فلم يواصل الدراسة ، و بعد حرب الاستقلال أكمل الماجستير من جامعة شيتاغونغ

سياسته الطلابية :
انظم السيد مجاهد إلى السياسة من زمن الدراسة ، و في بداية الأمر كان انتظم في أن أس أف بكلية راجندر ، ثم انظم إلى جمعية الطلبة الإسلامية ، و كان رئيس جمعية الطلبة في فرع محافظة فريدبور حين يغادر فريدبور في ديسمبور من عام ١٩٧٠ م ، و ذهب إلى داكا ، و انتخب هو الأمين العام لجمعية الطلبة الإسلامية لفرع داكا ، و انتخب هو الأمين العام لجمعية الطلبة الإسلامية لفرع باكستان الشرقية في يوليو من عام ١٩٧١ م ، و بعد شهرين انتخب رئيسا لها .
التحاقه بالجماعة الإسلامية :
و بعد دراسته التحق علي أحسن محمد مجاهد بالجماعة الإسلامية  ، و كان أمير الجماعة الإسلامية لفرع مدينة داكا من عام ١٩٨٢م إلى ١٩٨٩م ، و كان نائب الأمين العام ، و رئيس لجنة الاتصال للجماعة الإسلامية من عام ١٩٨٩م إلى ٢٠٠٠ م ، و أصبح الأمين العام للجماعة الإسلامية في عام ٢٠٠٠م ، و كان متقلدا على هذا المنصب حتى الموت .
المهنة :
بدأ علي أحسن محمد مجاهد حياته المهنية كرئيس مدرسة مثالية بمحافظة ناريان غنج ، و لعب دورا تاريخيا في تأسيس هذه المدرسة المثالية من عام ١٩٧٣م إلى ١٩٧٧م ، و له إسهام نشيط في تمويل المدرسة و جمع طلابها ، و بجهوده الدؤوبة و مثابرته الكبيرة ما زالت تعرف المدرسة المثالية اليوم كأفضل المدرسة في محافظة ناريان غنج ، و عمل في المدرسة المثالية بناريانغنج كمدير لها حتى ١٩٨١م ، و تنقل إلى داكا بمطلب تنظيمي فيما بعد ، و كان رئيسا لشركة بنغلاديش ببليكشنس لميتاد حتى قبيل الاعتقال ، و قد قام بالمسؤوليات في جريدة الشنغرام اليومية كرئيس لها ، و كان مديرا لجريدة الشونربنغل الأسبوعية .
قبل أيام من اعتقاله كان يقوم بمسؤولية الجريدة الإنكليزية باسم ريجنغ سان ، و في ذلك الوقت تصدر النسخة الوهمية ، و لم تصدر تلك الجريدة فيما بعد باعتقال السيد مجاهد
دوره في السياسة الوطنية :
لقد لعب علي أحسن محمد مجاهد دورا نشيطا في الحركة السياسية و الديمقراطية دائما ، و لعب دورا كبيرا في الصحوة الشعبية و الحركة الطلابية عام ١٦٧٩م ، و في حركة مكافحة الدكتاتورية عام ١٩٩٠م ، و في حركة تشكيل الحكومة المؤقتة من عام ١٩٩٤م إلى عام ١٩٩٦م ، و في حركة حماية حقوق تصويت الشعب عام ٢٠٠٠م ، و في حركة إعادة البيئة الديمقراطية عام ٢٠٠٧م .
و بالإضافة إلى ذلك ، له إسهام كبير في مكافحة المشاكل الأساسية و الوطنية من الناس .
القيام بالمسؤوليات كوزير :
أدى علي أحسن محمد مجاهد اليمين الدستورية كوزير الشؤون الاجتماعية لحكومة جمهورية بنغلاديش في ١٠ أكتوبر من ٢٠٠١م ، و أكمل كوزير فترة خمس سنين بالنجاح .
و كان من أعضاء اللجان الحكومية التالية :
المجلس الاقتصادي الوطني ، و المجلس الوطني لتنمية النساء ، و لجنة الوزراء للاقتصاد ، و اللجنة الحكومية للشراء ، و اللجنة الوطنية لتنمية النساء و حقوقهن ، و اللجنة لإصلاح السجن ، و اللجنة الوطنية لمكافحة الحامض و المخدرات ، و اللجنة الوطنية للتمويل الأصغر ، و اللجنة الوطنية لتموين الشيوخ ، و اللجنة الوطنية لمكافحة جرائم الأحداث .
و قد قام بالمسؤولية كوزير في محافظة مادربور.
الأنشطة الاجتماعية :
طبقت شهرة علي أحسن محمد مجاهد الآفاق كخادم اجتماعي غير أناني ، و ستذكر الأمة إسهاماته الحاسمة في بناء العديد من المؤسسات التعليمية و الدينية و الثقافية ، و المساجد ، و دار الأيتام ، و له إسهام كبير في بناء أكثر من خمسين مسجدا في محافظته فريدبور .
إنه جمع الأموال من شتى المؤسسات الخيرية الوطنية و الدولية ، و قام بأنشطة تنمية اجتماعية على نطاق واسع .
و قد قام دور مسؤولا في ترسيخ حقوق طلاب المدرسة و مكانتهم .
اتخذت الحكومة الائتلافية المكونة بأربعة أحزاب آنذاك قرار تمكين الفاضل و الكامل درجة الباكالوريوس و الماجستير بجهود دؤوبة لعلي أحسن محمد مجاهد في عام ٢٠٠٢ م .
و له إسهام نشيط في بناء مؤسسات اقتصادية و اجتماعية و بحثية .
شهدت المحافظتان المهملتان من طراز فريدبور و مدربور أنشطة تنمية كبيرة بجهوده و إسهامه المسؤول ، و بنيت العديد من الطرق و الشوارع و المدارس و الجسور و المعابر و المساجد آنذاك في هذه المناطق ، و افتتح مركز الخدمات الاجتماعية الجزئية ، و جسر الحاج شريعة الله في شبسر من محافظة مدربور ، و سافر السيد علي أحسن محمد مجاهد كل ناحية من أنحاء البلاد حين كان وزيرا .
و كان يقوم بزيارات مفاجئة في المؤسسات التابعة لوزارته بانتظام ، و من خلال ذلك حاول الحد من الفساد في الوزارة و موظفي المؤسسات التابعة لها ، و تكلل عمله بالنجاح الملحوظ ، و في فترته بنى دار الأيتام الحكومية المنفصلة للفتيان و الفتيات في كل محافظة من البلاد ، مما ساعد بشكل كبير على جلب المراهقين التعساء والمتخلفين من المجتمع إلى التيار الرئيسي للتنمية البشرية .
وةفي عام ٢٠٠١ م .
و إذا أخذ علي أحسن محمد مجاهد مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية كانت معروفة بوزارة منخفضة ، و بعد فترته مدة خمس سنين أصبحت هذه الوزارة وزارة عالية و مذكورة ، و زادت ميزانية الوزارة خمسة أضعاف ، و هذا كله بإخلاصه و نجاحه كوزير .
قد قام ببرامج مشهورة و مذكورة أكثر من أربعين شاركت فيها رئيسة الوزراء لجمهورية بنغلاديش آنذاك بالإضافة إلى البرامج الصغرى .
و برئاسته أقيم معرض المعاقين في عام ٢٠٠٤ م لأول مرة في تاريخ بنغلاديش ، و أنشأ مياه معدنية باسم اللؤلؤ ، و هو يتم تصنيعها و تسويقها بالمعاقين .
و بمبادرته هذه اكتسبت بنغلاديش ذكرا حسنا و إشادة كبيرة على الصعيد الدولي ، و خلال فترته حققت بنغلاديش نجاحا باهرا في الألعاب الألمبية للمعاقين ، و في فترته تم الإقراض بدون الربا ، و تقسيم المؤونات في المصابين بحرقة الحامض
بشكل كبير ، و كان السيد مجاهد يسافر في شتى المحافظات و يقسم هذه المؤونات ، فبدأ الفقراء و محتاجو الأرياف أعرضوا عن آكلي الربا و المنظمات الربوية ، و أخذوا الأقراض من وزارة الشؤون الاجتماعية و يا للأسف أوقفت هذه الأنشطة لأجل التنمية البشرية فيما بعد .
الكتابة :
علي أحسن محمد مجاهد هو كاتب شهير و مألف شعبي ، و كتبه الثلاثة لقيت شعبية كبيرة ، و هن مسلمو اليوم ، و مطالب الإسلام ، و الحركة الإسلامية على الصعيد الدولي و الجماعة الإسلامية و رحلة تركيا ، و كتب في التعليم الإسلامي ، و التنمية الاجتماعية و الاقتصادية والقضايا السياسية المختلفة بشكل دائم .
رحلته :
لقد سافر السيد مجاهد أكثر من عشرين دولة ، و منها المملكة العربية السعودية ، و المملكة المتحدة ، و فرنسا ، و الولاية المتحدة ، و كندا ، و الإمارة العربية المتحدة ، و قطر ، و الكويت ، و عمان ، و البحرين ، و اليابان ، و تايلند ، و تركيا ، و التقى فيها بالشخصيات الإسلامية البارزة

الزواج :
تزوج علي أحسن مجاهد بالسيدة باغوم تمنى جهان في عام ١٩٧٣م ، و هي متخرجة في جامعة داكا ، و هي ربة المنزل و قارئة ممتازة تكتب في الجرائد بشكل دائم .
و للسيد مجاهد ثلاث من الأولاد و ابنة واحدة .
كلمة السيد مجاهد الأخيرة :
أشكر الله أبلغ شكر ، و أشكر سلطات السجن بما أتاحوني فرصة الالتقاء بعائلتي ، و سلطات السجن هم عاجزون أصلا ، و هم أكرموني إكراما كافيا وفق إمكانيتهم ، و أحسنوا إلي .
من الممكن أن أموت ببوابة السجن بعد الدخول في التسوية مع الحكومة ، و إن كان ذلك فذلك ميتة المنافقين ، و إنني لا أريد ميتة المنافقين ، بل أتمنى موت الشهداء .
لقد أعلنت بصراحة ، إذا وجد في وزارتي أي فساد ، أو حدت عن سياسة الحق رميت وزارتي في المزبلة .
حافظوا على الصلوات ، و استقيموا على رزق الحلال و لو كان ذلك بمعاناة المشقة و المحنة .
لقد كنت وزيرا كاملا لفترة خمس سنين قمت فيها بالمسؤوليات بجهد جهيد و صفاء ، و ما من أحد أن يقول إني قمت بشيء فيها بغير الحق ، و كنت في بيئة مليئة بالفساد و الحرام ، و لم أتغذ بشيء من الحرام ، و ابقوا على طريقة الحلال دوما ، و لا يصيبكم ظمئ و لا مخمصة ، و لا حياة غول، فيبارك الله فيكم .
و لم أتقلد على منصب الوزير بتقديم العريضة ، و لم أتخذ طريقة التملق و المداهنة من أجل البقاء على هذا المنصب ، بل اتخذتها تحديا ، قد أعلنت بوضوح أنني إذا وجد في وزارتي شيء من الفساد أو الميل عن سياسة الحق رميت وزارتي في المزبلة ، و لا يمكنني أن أضيع حياة الآخرة الأبقى من أجل الوزارة ، و كان إعلاني هذا ظاهرا و واضحا ، فلم يتشجع أحد على أن يدخل في قاعة وزارتي بمطلب أو دعوى بغير الحق .
نديت هذه الأرض و ابتلت بدماء الشهداء و هم عديد الحصى و الثرى ، فيقوي هذا الحركة الإسلامية في هذه البلاد ، و يأتي بتغيير إيجابي في الحياة الشعبية
إنني مستعد دائما لأضحي بحياتي من أجل دين الله
لا تخافوا ، ستجري الحركة الإسلامية ، و لو اُقتدتُ إلى أعواد المشنقة .
لا أطلبن العفو من هذه الحكومة الغاشمة فإني بريء مما يفترون ، و إني بريء مما يفترون ، و إني بريء مما يفترون .
الشهادة هي أمر أسعد ، و من يرد الله له خيرا يؤته هذه السعادة الأبدية ، و إذا أحبني الله و أعطاني الشهادة فأنا مستعد لقبولها .