22 March 2012, Thu

الخطاب التاريخي لأمير الجماعة الإسلامية السابق الموجه للشعب قبل لحظات من اعتقاله

 
قال أمير الجماعة الإسلامية الشيخ مطيع الرحمن نظامي : إن التهم الموجهة إلي مستوحاة من عالم الخيال وهي اكذوبة التاريخ حيث لا توجد أدنى علاقة لي بأي من التهم الموجهة إلي ،وكل ما أتعرض له اليوم من محاكمات وتعذيب ليس من منطلق تحقيق العدالة وإنما من منظور سياسي ،يريد من خلاله حزب سياسي اخذ الانتقام والقضاء على الجماعة الإسلامية.
وقال أمير الجماعة الإسلامية بعد أخذ الإذن من رئيس المحكمة ،وبعد أن وجهت إليه المحكمة التهم بصفة رسمية وسؤال المحكمة للأمير عما إذا كان مذنبا ام بريئا : إنني سمعت عنك إعطاؤك الإذن للآخرين بالتحدث ،وآمل أن لا أنحرم من الحصول على نفس الفرصة ،وتعطيني نفس الإذن ،وبعد إعطاء المحكمة الإذن أدلي أمير الجماعة ببيان في المحكمة جاء فيه ما يلي :
إنه وأثناء حرب الاستقلال لم يكن لي اي دور خارج النطاق السياسي ،ولم أكن مرتبطا بأي عمل غير السياسة ،وكنا نطالب مثلما كانت تطالب الجماعة الإسلامية والجبهة الإسلامية للطلاب لباكستان الموحدة بتسليم السلطة إلى السياسيين المدنيين المنتخبين في الانتخابات البرلمانية التي اجريت وقتها ،ولم يكن يحدث ما حدث من أحداث مأساوية دموية إذا تمت تسليم السلطة وقتها إلى المدنيين ،ويشهد التاريخ من هم الذين كانوا يقفون عائقاأمام تسليم السلطة للمدنيين،ولن يستطيع أحد أن يثبت بأن الجماعة الإسلامية حاولت الوقوف في وجه تسليم السلطة وإعاقتها،وقد كنت من أول المحتجين على التصريحات الذي أدلى به الزعيم بوتو الذي كان يقف عائقا امام تسليم السلطة ،ولا يوجد أدنى علاقة بي مع الاسباب التي دعت إلى حدوث الإبادة الجماعية ،وفي ذلك الوقت كنت رئيسا للجبهة الطلابية لباكستان الموحدة حتى أواخر شهر سيبتمبر من العام 1971 ،وقد تركت المنصب في اجتماع عقد في مدينة ملتان الباكستانية بين 25 و الـ30 من الشهر نفسه ،وبعدها لم يكن لي اي أنشطة سياسية يذكر ،والتحقت بمؤسسة للبحوث بعدها ،حيث إنني أنكر وبشدة ما احتوت عليه التهمة السادسة عشر من استخدام نفوذي كقائد لفرقة، التخطيط لإعدام مفكرين ،حيث لم أكن في ذلك الوقت عضوا لا في الجبهة الطلابية ولا في الجماعة الإسلامية ،ولم يكن لي اي دور سياسي ،وما ذكر من أنني كنت قائدا لفرقة البدر قال أمير الجماعة الإسلامية إن الصحف المذكورة اسماؤها في المحضر والتي تم اعتمادها كدلائل لم يذكروا اسمي كقائد لفرقة البدر في اي طبعة من طبعاتها ،والكتاب الذي اعتمد عليه الإدعاء العام جاء في صفحته الـ36 بكل وضوح : إن الفريق الذي كان يسمى بالأنصار تحول إلى فريق "رازاكار" وقد تم تحويل وتسجيل جميع الممتلكات بإسم الفريق الجديد ،والذين كانوا يشغلون في مناصب في الفريق القديم لم يغير مناصبهم في الفريق الجديد ،فأين الفرصة لي لأن اصبح قائدا لهذا الفريق ؟
وقال أمير الجماعة الإسلامية ايضا إنه تم عرض مقتطفات من بعض الخطب والبيانات التي القيتها أثناء رئاستي للجبهة الطلابية كتهمة ضدي ،لكنني لا اتفق مع ما نشر في الجرائد بأكملها ،فقد عرض بيان لي أثناء إلقاء احد الخطب في مدينة جشور احتوت على تفسير لآيتين من سورة التوبة حيث لوحظ بأنه لم يترجم الآيتين بالشكل الصحيح ،وقد تُرجم آية واحدة جزئيا ولم يتطرق إلى الآية الثانية نهائيا،وهذا يثبت بأن ما نشر في الجريدة غير صحيح على الاطلاق ،في هذه الاثناء طلب رئيس المحكمة من الأمير إنهاء بيانه ،إلا أن الأمير إستمر في إعطاء بيانه فأضاف : إنه تم توجيه تهم بإرتكابي جرائم جنائية ،وانا اريد أن أقول وبكل وضوح إنني واضح وضوح الشمس لدى ضميري ولدى الله سبحانه وتعالى بأنني لم أكن متورطا في اي عمل ينافي الدين والعقيدة والاخلاق والإنسانية ،ولم يكن لي اي دور او نشاط غير النشاط السياسي ،وايا من الحوادث المذكورة لم يحدث امامي ،ولم أكن أعلم بحدوثه مسبقا ،ولم يحدث بموافقتي ،ولا بعلمي
وقد جاء في بعض الجرائد بأنني زرت أماكن عديدة ،فأنا الإبن الوحيد لوالدي ،ولم أذهب ولو لمرة واحدة إلى منطقتي أثناء حرب الاستقلال ،ولم امكث فيها ،واود أن أقول وبكامل المسؤولية إن جميع ما ذكر بإسمي من قصص وهمية لا أصل له ولا سند وليس لي أدنى علاقة بما ذكر في المحضر من تهم وهذه يعد من اكذوبة التاريخ .
وقال أمير الجماعة الإسلامية ايضا : إن الإدعاء العام ذكر في المحضر بأنني أخذت ثأري وانتقامي من أهالي منطقة "كورومزا" بسبب عدم تصويتهم لي في الانتخابات البرلمانية والتي اجريت عام 1970 واود أن اقول كيف لرجل لم يشارك في الانتخابات البرلمانية ولم يكن مرشحا  أن يأخذ ثأره من أهالي منطقته ؟حيث إنني شاركت في الانتخابات للمرة الاولى عام 1986 .في عام 1988 وفي شهر ديسمبر بالتحديد ذكر اسمي كأمين عام للجماعة الإسلامية في الجرائد ،في نفس يوم ذكر اسمي كأمين عام للجماعة الإسلامية وبعدما ذهبت إلى بيتي قالت لي زوجتي إن أحد الاشخاص اتصل اليوم وقال لي هل اريد أن اكون ارملة؟سوف نقتل زوجك ،وإذا لم تريدي ان تكوني ارملة فامنعي زوجك من تقلد منصب الامين العام للجماعة الإسلامية ،وانصحي له بالابتعاد عن انشطة الجماعة الإسلامية ،فردت عليه زوجتي قائلة : إنني لا استطيع أن أمنعه من ما يفعله لأنه يعرف جيدا ما ذا يفعل ؟وهو على دراية كاملة ووعي كامل بما يفعل ،وفي عام 1991 انتخبت عضوا للبرلمان وبعدها انتخبت رئيسا للوفد البرلماني ،وفي عام 1992 تم تشكيل لجنة القضاء على المتعاونين والعملاء ،وخضت وقتها معركة ثلاثية في البرلمان والمحكمة والشارع العام ،إلى جانب مسؤولياتي كأمين عام للجماعة الإسلامية ،ومنذ ذلك الحين والضوء مسلط علي ،وفي عام 2000 أعلن عن اسمي كأمير للجماعة الإسلامية في نتائج الانتخابات في اختيار أمير للجماعة الإسلامية ،وبعد فرز النتائج تم الاتفاق على أداء اليمين والقسم الدستوري في الـ6 من دسمبر ،وفي يوم أداء القسم عرض في التلفزيون صورا لعظام استخرجت من مقابر قديمة في منطقة"كورومزا"لتشويه صورة الأمير الجديد ،ومن هذه المنطقة وفي عام 2001 حصلت على اكثر الاصوات في الانتخابات البرلمانية .
واضاف الأمير ايضا إنه تم تحديد وتوجيه تهمة ارتكاب جرائم حرب ضد 195 شخصا ولم يتم إحضارهم ،ولم يتم إحضار اعضاء مجلس وزراء مالك وكيل ولا اعضاء لجان السلام المركزيين ،الذين كانوا اعضاء فاعلين وكانوا متهمين بنفس الجريمة حتى أن الرئيس ارسل سيارته الخاصة لإستقبال السيد صبور خان بعد ما اطلق سراحه ، ولهذا فإني لا اعتقد بأن هناك فرصة لتوجيه التهم بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية من منطلق ومنظور سياسي ،وقد تم إعفاء جميع المتهمين بإرتكابهم جرائم حرب ،وقد قرات في الجريدة بأن المتهمين تم إعفاؤهم للحفاظ على زعامة"بوتو"هذا الشخص المسؤول الاول عن الابادة الجماعية ،وعندما ارجئت جلسات البرلمان في الاول من مارس لعام 1971 خرج المشجعون عقب مباراة ونزلوا إلى الشوارع مرددين هتافات بتحرير بنجلاديش ،وعندما جاء بوتو لبنجلاديش في زيارة رسمية استقبل بحفاوة وترحيب منقطع النظير ،لا مثيل له مما اضطر بالمروحية التي كانت تقله إلى الهبوط في النصب التذكاري للشهداء في منطقة سابار .
وبعد تعييني وزيرا في حكومة  التحالف الاربع عام 2001 استشاط الاعداء غضبا اكثر من اي وقت مضى ،والفترة التي قضيتها كوزير لم ارتكب اي عمل يذهب ضد مصلحة الدولة واستقلاليتها ،وعندما كنت وزيرا للزراعة اتخذت خطوات جادة في مجال رفع الانتاج الزراعي مما ادى إلى إزدياد الانتاج الزراعي إلى الضعف ،فهذه الخطوة كانت لمصلحة الدولة ام ضدها ؟
وقال الامير ايضا إنه ليست كل حكومة حكومة نهاية وليست كل محاكمة محاكمة نهائية ،حيث يوجد بعد هذه المحاكمة محاكمة يقف فيها الكل امام رب العالمين ،وهذه المحاكمة هي محاكمة سياسية يعلمه الجميع ونعلمه نحن ايضا