بقلوب يعتصرها الأسى، ونفوس يلفها الحزن العميق، نعى أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، يوم 18 ديسمبر، الشهيد شريف عثمان هادي، الناطق باسم منصة الانقلاب وأحد فرسان يوليو الصامدين، في بيان تعزية مؤثر
وقال في بيان النعي
لقد كان الشهيد شريف عثمان هادي مثالا نادرا في الشجاعة والثبات، ومناضلا صادق الانتماء لوطنه وأمته. لم يعرف الخضوع للظلم طريقا إلى قلبه، ولم تلن له قناة أمام قوى الاستكبار والطغيان، بل ظل صوته مدويا في وجه الظلم والعدوان، يجهر بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم. كان مجاهدا مبدئيا لا يساوم، طاهر اليد، نقي السريرة، عصيا على إغراءات الدنيا وزخارفها
وأضاف: كان الشهيد يحمل في وجدانه حلم بناء بنغلاديش إنسانية جديدة، تقوم على العدل والحق والإنصاف. وكان له دور محوري ومشهود في مسيرة النضال من أجل إقامة مجتمع تسوده القيم الإنسانية السامية. وباستشهاده فقدت الأمة صوتا جسورا، ورمزا من رموز المبدئية والنقاء، وخلف رحيله فراغا عميقا يصعب سده. وإن صوته الصادق وأثره الباقي أمانة في أعناق الجيل الجديد، الذي يتعين عليه أن يحمل الراية من بعده، وأن يمضي قدما، بعيدا عن كل تفرقة حزبية أو فكرية، لتحقيق الحلم الذي عاش الشهيد من أجله وضحى بروحه في سبيله
وختم بيانه قائلا
نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته، وأن يتقبل شهادته، ويرفع درجته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. كما نتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى زوجته، وأطفاله الأبرياء، وأسرته المفجوعة، ورفاق دربه، وكل من عرفه وأحبه، سائلين المولى جل وعلا أن يلهمهم الصبر الجميل، وأن يعوض الأمة عنه خير العوض
رحم الله الشهيد شريف عثمان هادي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل دمه الزكي نورا يهدي دروب الأحرار، وبذرة وعي لا تموت