قال أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن إن بنغلاديش المقبلة ستدار بعقلية سياسية جديدة، بعد أن يلقى بسياسة الأنظمة البالية خارج مسار التاريخ، مؤكدا أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة سياسة تواجه الإرهاب، وتتصدى للابتزاز، وتقف في وجه القتل والاغتصاب، وتحارب تلفيق القضايا، وتقتلع الفساد والظلم والانحراف من جذوره
جاء ذلك خلال تدشينه ماراثون الشباب الذي نظمته دائرة الشباب بالجماعة الإسلامية بمناسبة الاحتفال بيوم النصر العظيم في السادس عشر من ديسمبر. وأكد في كلمته أن مسيرة التغيير لن تتوقف حتى يبنى وطن جديد تقوده طاقات الشباب، قائلا: مهما تعاظمت العقبات، ومهما اشتدت حملات الترهيب والتخويف، فلن نتراجع خطوة إلى الوراء. سنمضي قدما في بناء بنغلاديش الجديدة التي يحلم بها شعبنا، بإذن الله. وفي الشأن الانتخابي، شدد أمير الجماعة على أن الشعب لن يسمح بأي تلاعب أو مؤامرات تقنية في الانتخابات المقبلة، مضيفا، لسنا طلاب محاباة من لجنة الانتخابات، غير أننا لن نقبل أبدا أن تنحاز لأي طرف. وأي محاولة لشراء إرادة الناس بالمال الأسود ستواجه بازدراء شعبي واسع
وأكد أن وعي الجماهير اليوم أعمق من أي وقت مضى، وأن أمة متقدة بروح الوطنية لا يمكن إخضاعها أو شراؤها بالمال الفاسد. وفي استعراضه لجذور الأزمة السياسية، أشار الدكتور شفيق الرحمن إلى أن ظلم السلطة الحاكمة في باكستان وسياساتها التمييزية ضد شرق باكستان فجرت غضب الجماهير. وذكر بأن الفائزين في انتخابات عام 1970 تعهدوا بإقامة نظام حكم عادل خال من التمييز، غير أنهم نقضوا وعودهم فور وصولهم إلى السلطة بعد الاستقلال
وأوضح أنهم سلبوا التعددية السياسية، وأغلقوا الصحف، وجردوا المواطنين من حقهم في التصويت، وشكلوا أجهزة قمعية مارست القتل دون حساب، وانتهكت كرامة الأمهات والأخوات، وأقاموا نظاما عائليا استبداديا عبر فرض نظام باكسال
وأضاف أن أبناء كبار المسؤولين تورطوا في نهب البنوك، كما نهبت المساعدات الغذائية والأموال المقدمة من الجهات المانحة الدولية، مشيرا إلى أن أربع سنوات ونصف من الحكم الجائر دفعت الشعب إلى حالة غليان وتمرد
وتساءل قائلا: من الذي قتلهم؟ لقد قتلوا على أيدي الأبطال الوطنيين الذين قادوا حرب التحرير عام 1971
مؤكدا أن الإجابة عن أسباب تلك الأحداث ينبغي أن تبحث عنها رابطة عوامي نفسها
وأشار إلى أن رابطة عوامي عادت إلى السلطة ثلاث مرات: في العاشر من يناير 1972، والعاشر من يناير 1996، والسابع من يناير 2009. وبيّن أنه قبيل عودتهم إلى الحكم عام 1996 اعترفوا بجرائمهم السابقة وطلبوا الصفح من الأمة، غير أنهم ما لبثوا، بعد أن أوصلهم الشعب إلى السلطة بحسن نية، أن عادوا إلى ممارساتهم القمعية القديمة
ولفت إلى أن رئيسة الوزراء آنذاك صرحت في تشيتاغونغ بأن مقتل فرد واحد من حزبها سيقابله قتل عشرة من الطرف الآخر، متسائلا بمرارة: أي درجة من انعدام المسؤولية يمكن أن يبلغها رئيس حكومة ليتفوه بمثل هذا الكلام؟
وأضاف أنهم في تلك المرحلة قتلوا المواطنين وألقوا بجثثهم في القنوات والمستنقعات، ثم ارتكبوا في 28 أكتوبر 2006 جريمة مروعة في ميدان بالتن، حيث ضرب الناس حتى الموت بوحشية، ثم رقص فوق جثثهم، في مشهد هز ضمير العالم بأسره
وأشار كذلك إلى أنه بعد عودتهم إلى السلطة عام 2009 وقعت مجزرة بيلخانة في مستهل حكمهم، ثم توالت عمليات تصفية قيادات الجماعة الإسلامية، وتبعها مجزرة شابلا تشاتوار التي قتل فيها عدد كبير من العلماء والدعاة
وختم أمير الجماعة كلمته بالقول على مدى خمسة عشر عاما من حكمهم، لم تبق بقعة واحدة في هذا الوطن إلا وذاقت مرارة الظلم