16 December 2025, Tue

تجمع حاشد لشباب الجماعة الإسلامية في يوم النصر بعد الماراثون الشبابي

الهند سعت أساسا، عبر الباكشاليين التابعين لحزب عوامي، إلى تحويل بنغلاديش إلى دولة خاضعة للجباية

ميا غلام بروار

أكد الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش والنائب البرلماني السابق، الأستاذ ميا غلام بروار، أن النصر والاستقلال لا يختزلان في استعادة رقعة جغرافية فحسب، بل إن جوهر النصر الحقيقي يتمثل في ترسيخ الديمقراطية وقيمها، وصيانة الحريات السياسية والاقتصادية والدينية، وضمان حق التصويت، وحماية كرامة الإنسان وحقوقه كاملة غير منقوصة

جاء ذلك في كلمته بصفته ضيف الشرف في التجمع الجماهيري الكبير الذي نظمته الدائرة المركزية للشباب في الجماعة الإسلامية البنغلاديشية بمناسبة يوم النصر العظيم، أمام مبنى نام التابع للبرلمان الوطني، عقب اختتام الماراثون الشبابي الذي شهد مشاركة واسعة وحضورا لافتا

وقال الأستاذ بروار، إن حديقة سوهراوردي ستظل شاهدة على لحظة تاريخية فارقة، حيث اضطرت القوات الباكستانية في السادس عشر من ديسمبر عام 1971 إلى الاعتراف بجرائمها من قمع واضطهاد، وقدمت استسلامها. غير أن النزعة التوسعية للدولة المجاورة، إلى جانب دور وكلائها المحليين، حالت دون أن يتذوق الشعب البنغلاديشي طعم النصر كاملا، كما أبقت الاستقلال منقوص الحماية

وأضاف، بأسى بالغ، أن القوات الباكستانية لم تستسلم للشعب البنغلاديشي ولا لقيادته العسكرية، بل سلمت نفسها للجنرال الهندي جاغجيت سينغ أورورا، في وقت غاب فيه القائد الأعلى لحرب التحرير، الجنرال م أ ج عثماني، عن مشهد الاستسلام، وهو غياب لا يزال يثير التساؤلات حتى اليوم دون إجابة شافية. ونتيجة لذلك، اعتبرت الدولة المجاورة هذا الحدث نصرا لها، فصارت تحتفل بالسادس عشر من ديسمبر يوما لانتصارها، في خطوة وصفها بأنها إهانة صريحة لتضحيات المجاهدين من أجل الحرية

وفي حديثه عن دور الهند في حرب التحرير، أوضح بروار أن دعمها لم يكن بدافع نصرة استقلال بنغلاديش، بل جاء في سياق تصفية حسابات تاريخية، واسترداد اعتبار مفقود عقب هزيمتها أمام باكستان في حرب عام 1965. وأضاف أن الاعتراف الحقيقي باستقلال بنغلاديش وسيادتها لم يتحقق، بل جرى السعي، عبر الأوساط الباكشالية التابعة لحزب عوامي، إلى تحويل البلاد إلى دولة خاضعة للهيمنة والجباية، غير أن ثورة يوليو جاءت لتضع حدا حاسما لتلك المخططات

وأدان الأمين العام للجماعة الإسلامية بأشد العبارات ما وصفه بالسلوك المشين للدولة المجاورة، مجددا في الوقت ذاته أسمى آيات الإجلال والإكبار لأرواح شهداء حرب التحرير، ولكل من بذل دمه وروحه في سبيل حرية الوطن وكرامته

من جانبه، قال رئيس الجلسة إحسان المحبوب زبير إن الاستقلال يمثل أعظم إنجاز في تاريخ الأمة البنغلاديشية، غير أن السياسات السلبية القائمة على الإقصاء والانقسام حالت دون أن يبلغ هذا الإنجاز غايته المنشودة. وأشار إلى أن قوى بعينها، وبذرائع شتى، منعت الأمة من التوحد، الأمر الذي أعاق ترسيخ أحد أبرز مبادئ حرب التحرير، وهو الديمقراطية والقيم الديمقراطية، على أسس مؤسسية راسخة

ودعا زبير إلى التحرر من سياسات الفرقة والانقسام، حتى يصبح الاستقلال منجزا حيا ذا معنى وثمار، مؤكدا ضرورة استعداد الجميع لبذل كل غال ونفيس دفاعا عن استقلال البلاد وسيادتها وصونا لمستقبلها