15 December 2025, Mon

عقدت ندوة نقاشية بمناسبة يوم النصر العظيم بمبادرة من الجماعة الإسلامية

لا مكان للانقسام، بل سنبني بنغلاديش الجديدة على أساس الوحدة

الدكتور شفيق الرحمن

قال أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن: إذا لم نوقر الأبطال وننزلهم منزلتهم اللائقة، فلن يهب هذا الوطن من أرحام أمهاته بطلا جديدا
جاء ذلك في كلمته بوصفه الضيف الرئيس في الندوة الفكرية التي نظمتها الجماعة الإسلامية في دكا الجنوبية بمناسبة يوم النصر العظيم، يوم الاثنين (15 ديسمبر)، في قاعة نادي الصحافة الوطنية. واستهل كلمته باستحضار مهيب لتضحيات أبطال حرب التحرير عام 1971، مستذكرا إياهم بإجلال بالغ، ومؤكدا أن هؤلاء الأبطال خلصوا الأمة البنغلاديشية من نير الظلم والاستبداد الأجنبي. وأضاف أن مقاتلي ثورة يوليو 2024 أنقذوا الأمة من قبضة الفاشية، وفتحوا أمامها أفق الحرية من جديد

وأوضح أن لولا ثورة يوليو لما تجرأ أحد اليوم على التلفظ بكلمة الانتخابات، ولما استقر رئيس على كرسي المفوضية الانتخابية، ولا تشكلت حكومة انتقالية، بل لكان كثير من المستشارين خلف القضبان أو في دهاليز القمع. وقال إن كل من بذل روحه ودمه من أجل هذا الوطن منذ عام 1947 وحتى اليوم، يستحق الاحترام ذاته والوفاء ذاته، بلا تمييز ولا انتقاص

وأشار أمير الجماعة إلى أن الأمة عاشت قبل ثورة يوليو خمسة عشر عاما حالكة تحت سياط الفاشية، فقدت خلالها عددا لا يحصى من خيرة أبنائها. ولفت إلى أن الأرقام المتوافرة عن شهداء حركة يوليو لا تعبر عن الحقيقة كاملة، إذ إن الواقع يفوق ما هو موثق بكثير. وأعرب عن بالغ قلقه إزاء حادثة إطلاق النار بقصد اغتيال أحد رموز يوليو، البطل عثمان هادي، معتبرا أن كل صاحب ضمير حي لا بد أن يتألم لمثل هذه الجريمة

وانتقد وصف رئيس المفوضية الانتخابية للحادثة بأنها واقعة معزولة، معتبرا ذلك تصريحا موجعا لمشاعر الأمة، وداعيا إياه إلى توضيح موقفه أمام الشعب، محذرا من أن تجاهل مثل هذه القضايا قد يدفع الأمة إلى اتخاذ مواقف حاسمة

وأكد أمير الجماعة أن بنغلاديش الجديدة لن تبنى على الفرقة، بل على الوحدة، وقال إن الجماعة الإسلامية، إذا نالت ثقة الشعب، ستشكل حكومة جامعة تضم جميع القوى المناهضة للفاشية، شريطة التزام واضح أمام الأمة بألا يكون في الحكم موضع للفساد، ولا عرقلة لإقامة العدل، وأن تنفذ إصلاحات حقيقية تؤسس لبنغلاديش المنشودة

وأضاف أن بنغلاديش الغد ستكون بلدا قادرا على منافسة الأمم المتحضرة، وطنا تصان فيه كرامة الأمهات والأخوات، ولا يسمع فيه أنين مظلوم، ولا تمد فيه يد استعطافا. وسيقف الشباب فيه شامخي الرؤوس قائلين: نحن بنغلاديش الاعتماد على الذات. فبنغلاديش القادمة، على حد تعبيره، هي بنغلاديش الشباب

وأوضح أن استهداف الشباب والثوار اليوم لن يفلح في كسر إرادتهم، وأن إقصاء فرد أو اثنين لن يخمد جذوة أمة بأكملها، محذرا من أن الأمة تعرف كيف تجري حسابها مع من يصر على الظلم
وختم كلمته بالتأكيد على أن الجماعة الإسلامية لا تريد الارتهان للماضي، ولا تقبل وصاية من الخارج، بل تسعى إلى بناء وطنها بعلاقات ودية متوازنة مع الجميع. وقال إن الأمة، بعد أربعة وخمسين عاما من تجارب الحكم المختلفة، تتطلع إلى نظام جديد وبنغلاديش جديدة، ولن تقبل بعد اليوم بأنصاف الحلول أو التسويات مع الفاشية
وأضاف: قدم كثيرون تنازلات للظلم، أما الجماعة الإسلامية فلا تاريخ لها في المساومة. قادتنا اعتلوا المشانق، لكنهم لم ينحنوا، ولن ننحني في الحاضر ولا في المستقبل أمام أي باطل