صرح أمير الجماعة الإسلامية في بنغلادش الدكتور شفيق الرحمن قائلا
إننا لنجل كل دولة تنشد السلام في هذا العالم، غير أننا لا نقبل أن يمتد إلى أرضنا سلطان الوصاية ولا أن يفرض علينا أحد هيمنته. هذا الوطن لن يدار إلا وفق أوامر الله تعالى، وبما يختاره شعب بنغلادش المؤمن. أما أهواء الآخرين وإملاءاتهم فليس لها مكان في مصير هذا البلد. وأوجه حديثي إلى أولئك الذين ارتضوا حمل حقائب القوى الأجنبية: تعلموا ولو قليلا من الذين كانوا بالأمس عبيدا لقرار غيرهم، ثم صاروا اليوم عبرة لمن يعتبر
وجاءت كلمته هذه عصر السبت 6 ديسمبر، حين حل ضيفا رئيسا على التجمع الجماهيري للتحالف الإسلامي الثماني في ساحة المدرسة العالية التاريخية في سيلهيت. كان الموعد الرسمي لانطلاق الفعالية في تمام الثانية ظهرا، غير أن السيول البشرية بدأت تتدفق منذ الحادية عشرة صباحا. وقبل أن تدق الساعة الواحدة كانت الساحة قد اكتظت على اتساعها وتجاوزت جموع الحاضرين حدود المكان، فيما علت الرايات واللافتات وصدحت الهتافات تغمر الأجواء بهيبة الإسلام وحماسة الجماهير
ومضى الدكتور شفيق الرحمن قائلا: إن بنغلادشنا الحبيبة غنية بثرواتها، زاكية بإنسانها، لكنها لم تستطع طوال أربعة وخمسين عاما من الاستقلال أن ترفع رأسها بين الأمم كما يليق بها، بسبب ما اقترفته أيدي الحاكمين من نهب وفساد. هرب الفاشيون، نعم، غير أن سواد الفاشية ما زال يخيم على أفق البلاد
ثم خاطب حزبا بعينه بلهجة لا تخلو من المرارة: مضى حزب بعد أن خلف ركاما من الجرائم، فجاء بعده من يرتدي الرداء ذاته. حزب ورط نفسه في الابتزاز، فخلفه آخر يمارسه بقوة أشد. حزب طرد من ذاكرة الناس لسطوه على أراضيهم وممتلكاتهم، فجاء غيره فتمادى في السطو كأنما ورث الأرض ومن عليها. حزب عبث بأموال الشعب ودمائه، وقتل العلماء والدعاة، وأعدم الأبرياء، وأثخن المعارضين تعذيبا وتشويها ونفيا، فجاء آخر يسير في خطاه، حتى بلغ به الأمر أن يفتك بعضه ببعض
واستأنف قائلا: لقد علق الشعب آماله على ساسة يطوون صفحة الماضي ليكتبوا مستقبلا جديدا لهذا الوطن، فإذا بنا نراهم أسرى لأساليب قديمة لا يريدون إصلاحا، ولا يقبلون بتطبيق ما اتفق عليه من مبادئ. كانوا يرفضون الاستفتاء، فإذا بهم اليوم يهمسون بما كانوا ينكرونه. أولئك الذين صموا آذان الناس بنداء الانتخابات صباح مساء، نراهم الآن يتحدثون بنبرة مختلفة. وهذا في نظرنا نذير سوء. لقد أدركوا أن الشعب يستعد ليرفع في وجوههم البطاقة الحمراء في الانتخابات القادمة. وإن حاول أحد منهم أن يعطل السير نحو هذه الانتخابات فرارا من المصير المحتوم، فإننا نقول متوكلين على الله العظيم: سيحبط شعب بنغلادش كل مؤامراتهم، وسيكسر شوكتهم بإذن الله تعالى
وفي ختام الحفل، قال رئيسه، أمير حزب مجلس الخلافة مولانا عبد الباسط آزاد
إن المسؤولية لا تنتهي عند صندوق الاقتراع، بل تبدأ من هناك، فالأصوات التي تمنح يجب أن تحمى. ونحن على يقين بأن القوى الإسلامية والوطنية جميعها ستنضم إلى صف هذا التحالف الذي لم ينشأ ترفا سياسيا، بل ليكون جسرا يرفع الإسلام إلى سدة الحكم. وسنواصل مسيرتنا المشتركة، وفاء لآمال شهيد يوليو وتطلعاته، حتى يتحقق لهذا الوطن ما يستحقه من العدل والكرامة