نظمت الجماعة الإسلامية اليوم الخميس الموافق لـ 15 ديسمبر 2022 مؤتمرا صحافيا في العاصمة داكا تحدث فيه القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية والنائب البرلماني السابق البروفسور مجيب الرحمن، حيث أدان بشدة الافتراءات والاتهامات الموجهة لأمير الجماعة الإسلامية المعتقل الشيخ الدكتور شفيق الرحمن من قبل فريق الادعاء العام بالإرهاب والانتماء لمنظمة إرهابية، داعيا الحكومة إلى سحب الدعوى القضائية الملفقة والمفبركة المرفوعة ضده والافراج الفوري عنه
وجاء في الكلمة التي ألقاها القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية إن الحكومة اعتقلت أمير الجماعة الإسلامية من منزله في منتصف الليل، وفي اليوم التالي وجه فريق الادعاء العام تهمة التورط في أنشطة إرهابية والانتماء لمنظمة إرهابية، وعليه أمرت المحكمة بحبسه 7 أيام على ذمة التحقيق، وفي ردة فعل طبيعية، خرج الشعب البنغلاديشي إلى الشوارع في مسيرات شعبية كبيرة منددين بهذا الاعتقال التعسفي، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، كما أدانت مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية هذا الاعتقال التعسفي
إن الجماعة الإسلامية حزب سياسي ديمقراطي نموذجي، فقد لعبت الجماعة الإسلامية دورًا محوريا في جميع الحركات الديمقراطية والمناهضة للديكتاتورية التي شهدتها البلاد منذ تأسيسها، ومن عام 1991 إلى عام 1996 ، لعبت الجماعة الإسلامية دورًا تاريخيًا ومحوريا في الحركة الشعبية التي انتهت بتأسيس نظام حكومة تصريف الأعمال والتي هي من بنات أفكار الجماعة الإسلامية التي حصلت على تأييد شعبي واسع في الحركات الديمقراطية التي شاركت فيها، وقد شاركت الجماعة في جميع الانتخابات البرلمانية التي أجريت في البلاد منذ تأسيسها ما عدا انتخابات المهزلة التي أجريت في عامي 2014 و 2018 ،وقد كان للجماعة ممثلين في كل مجلس نواب، ووفقا للدستور، فإن الجماعة تريد تغيير الحكومة في عملية ديمقراطية منهجية، وقد تضمنت اللائحة الداخلية للجماعة هذه البنود بكل وضوح ، حيث جاء في البند الثالث "النهج النظامي والديمقراطي" والمتضمن شرحا لأهداف الجماعة والبند الرابع "النهج النظامي والديمقراطي، إن الجماعة الإسلامية بعيدة كل البعد عن أي نوع من أنواع التعسف والتطرف والإرهاب والفوضى، وهي في العكس، لعبت دورا كبيرا وفعالا ضد كل هذه القوى المعادية للإسلام
وتابع قائلا: إن الجماعة لعبت دورًا رائدًا ضد الإرهاب خلال حكومة التحالف المكونة من أربعة أحزاب، وبسبب دورها المحوري ضد التطرف، تعرض العديد من نشطاء الجماعة لهجمات إرهابية من قبل هذه الأحزاب ، حيث قُتل القيادي في الجماعة الإسلامية لمدينة جهالوكاتي والمدعي العام للمدينة السيد حيدر علي في حادثة تفجير بالقنابل بسبب تعامله مع قضايا مكافحة الإرهاب، فيما تعرض الصحفي البارز والقيادي المحلي للجماعة لمدينة خولنا ورئيس اتحاد الصحفيين ونائب رئيس نادي خولنا للصحافة الشيخ بلال الدين لهجوم بالقنابل ما أدى إلى مقتله على الفور بسبب كتاباته ضد هذه المنظمات الإرهابية ، ناهيك عن تعرض العديد من قادة ونشطاء الجماعة للهجوم لوقوفهم ضد التشدد والتطرف، مؤكدا أن اعتقال أمير الجماعة الإسلامية وتوجيه تهمة التطرف والانتماء لمنظمة إرهابية هو تعبير عن الانتقام السياسي للحكومة وهو أمر مثير للسخرية ومحزن ومؤسف
إن الجماعة الإسلامية حزب سياسي إسلامي وديمقراطي، والإسلام لا يدعم بأي حال من الأحوال التشدد والتطرف والإرهاب. والأحزاب الإسلامية السائدة في مختلف دول العالم بما في ذلك مصر وتونس وماليزيا ترفع صوتها ضد الإرهاب والتطرف. وتلعب دورًا تاريخيا وكبيرا ضد الإرهاب والتشدد والتطرف، والجماعة الإسلامية ليست بمنأى عن هذه الأحزاب ، حيث لها موقف صريح وواضح ضد هذه المنظمات الإرهابية، ولأمير الجماعة الإسلامية السابق الشهيد مطيع الرحمن نظامي كتاب عن "الإسلام والإرهاب" والذي يعد بمثابة الدليل الاسترشادي لمنسوبي ونشطاء الجماعة الإسلامية فيما يخص الإرهاب والتشدد والتطرف
اتُهمت الجماعة عدة مرات بالتشدد والتطرف، لكن هذه الاتهامات لم تجد لها طريقا للوصول للجماعة الإسلامية، لأنها لم تكن على علاقة بهذه الأفكار ولم تعتش عليها لا في الماضي ولا في الحاضر، وإذا نتمعن قليلا في توقيت اعتقال أمير الجماعة الإسلامية فسنرى أنها جاءت عقب الإعلان عن المطالب العشرة للجماعة الإسلامية والتي تهدف إلى استعادة الديمقراطية واستعادة حقوق الشعب المسلوبة ودعوة الشعب للتوحد للإطاحة بالحكومة الحالية، وفي الحقيقة، فإن الحكومة ومن أجل عرقلة الحركة الشعبية اعتقلت أمير الجماعة ورفعت دعوى قضائية ملفقة ومفبركة لأغراض سياسية دنيئة والتي تهدف في النهاية إلى إطالة أمدها في القاء في السلطة ، وعليه فإننا نريد أن نؤكد للجميع أنه لا يمكن قمع الحركة الشعبية بالاعتقال والسجن والتعذيب، إن مؤامرة الحكومة البشعة ضد الجماعة الإسلامية لن تنجح أبداً إن شاء الله
إن الجماعة الإسلامية تتعرض لمؤامرات منذ اليوم الأول من تأسيسها، ولم تنجح أيّا من هذه المؤامرات ضد الجماعة الإسلامية ، فقد تم إعدام خمسة من كبار قادة الجماعة الإسلامية بمن فيهم أمير الجماعة الإسلامية آنذاك، هذا إلى جانب حكم السجن المؤبد الصادر بحق نائب أمير الجماعة الإسلامية العالم الديني الجليل والنائب البرلماني السابق العلامة دلاور حسين سعيدي ، فيما يقبع قادة آخرون للجماعة الإسلامية منذ سنوات في السجن وعلى رأسهم مساعد الأمين العام الأستاذ أبو تراب محمد أظهر الإسلام، فيما توفي ثلاثة من كبار قادة الجماعة في السجن بمن فيهم أمير الجماعة الإسلامية السابق والمناضل اللغوي الأستاذ غلام أعظم، ليس هذا فحسب ، فقد تم اعتقال الآلاف من قادة ونشطاء الجماعة الإسلامية والإسلامية وحزب اتحاد الطلاب الإسلامي من جميع أنحاء البلاد خلال عهد هذه الحكومة ، فيما أصيب مئات النشطاء بالشلل، الآلاف من القادة والنشطاء كانوا ضحايا للاستبداد والتعذيب في السجون، والأمثلة كثيرة، وعلى الرغم من ذلك ،لم يوطئ أي زعيم للجماعة رأسه للظلم والتعذيب ولن يفعلوا ذلك في المستقبل إن شاء الله.، وإننا نعتقد اعتقادًا راسخًا أنه كلما يزيد الاضطهاد والقمع والتعذيب سيزداد أيضًا الدعم الشعبي وحبهم للجماعة،
إننا نريد أن نقول للحكومة إن الجماعة الإسلامية حزب محبوب لدى الملايين من أبناء الشعب البنغلاديشي ولا يمكن قمعها بالمؤامرات الدنيئة واتهامها بالتشدد والتطرف، لذلك فإننا ندعو الحكومة للعودة إلى رشدها مرة أخرى وتنفيذ ما يلي:
1.إلغاء الدعوى القضائية المرفوعة ضد أمير الجماعة الإسلامية والموجه له اتهامات بالتطرف والتشدد واطلاق سراحه فورا 2. قبول وتنفيذ المطالب العشرة والمعلنة من قبل الجماعة الإسلامية بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية على الفور.3. الإفراج فوراً عن نائب أمير الجماعة الإسلامية الشيخ أبو نعيم محمد شمس الإسلام ، والأمين العام البروفيسور ميا غلام بروار ، والأمين العام المساعد الشيخ رفيق الإسلام خان ، وجميع قادة ونشطاء الجماعة الإسلامية وقادة أحزاب المعارضة المعتقلين في قضايا ملفقة ومفبركة
عليه، أدعو المواطنين إلى الانضمام للحركة الشعبية الموحدة لتحقيق المطالب العشرة التي أعلنتها الجماعة، وحركة تحرير أمير الجماعة واستعادة الديمقراطية واستعادة حق الشعب من خلال الوسائل السلمية الديمقراطية "
حضر المؤتمر الصحفي كلا من عضو المجلس التنفيذي المركزي وسكرتير المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية المحامي مطيع الرحمن اكند والنائب البرلماني السابق الدكتور سيد عبد الله محمد طاهر، القائم بأعمال الأمين العام الأستاذ أبو طاهر محمد معصوم، الأمين العام المساعد والنائب البرلماني السابق المحامي حميد الرحمن آزاد، عضو المجلس التنفيذي المركزي وأمير الجماعة الإسلامية لمدينة دكا جنوب السيد نور الإسلام بلبل، وعضو المجلس التنفيذي المركزي وأمير الجماعة الإسلامية لمدينة داكا شمال السيد سليم الدين