ُتِل 100 شخص، وأصيب أكثر من500 آخرين بانفجار ضخم، وقع في «منطقة الراشدين» غربي حلب بسوريا، استهدف تجمعاً للباصات كانت تقل مُهجرين من بلدتي كفريا والفوعة في إدلب (شمال غرب)، في حين استأنفت حافلات، تقل مُهجرين، طريقها بعد توقف استمر ساعات طويلة، بسبب تعطيل إيراني للاتفاق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إنه بعد طول انتظار «انطلقت خمس حافلات من كل من القافلتين، اللتين تقلان آلاف الأشخاص ممن تم تهجيرهم من بلدتي الفوعة وكفريا، وبلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق»؛ وذلك بعد بضع ساعات من التفجير الدموي، في وقت حمّلت المعارضة السورية، النظام مسؤولية التفجير، واتهمته بتدبير الهجوم. وأفاد المرصد السوري، بأن (قوات سوريا الديمقراطية) «قسد»، والمدعومة بالقوات الخاصة الأمريكية، وطائرات التحالف الدولي، تمكنت من الدخول إلى الضواحي الغربية لمدينة الطبقة القديمة أهم مدن محافظة الرقة معقل تنظيم «داعش» في سوريا.
وذكرت تقارير إعلامية، أن أعداد ضحايا التفجير الدموي، الذي استهدف تجمعاً للحافلات التابعة لأهالي بلدتي كفريا والفوعة في حلب قد ارتفع إلى نحو 100 قتيل، وأكثر من 500 جريح معظمهم من المدنيين. وقال ناشطون ل«سكاي نيوز عربية»، إن الانفجار أدى إلى تدمير 5 حافلات، بينما قال المرصد السوري إن قتلى التفجير الانتحاري من أهالي الفوعة وكفريا إلى جانب مقاتلين من الفصائل المعارضة.
وبحسب بعض الناشطين، تعد «منطقة الراشدين» منطقة «محايدة»، وهي (منطقة تبادل للمُهجرين بين المعارضة السورية المسلحة، والميليشيات المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد).
من جانب آخر، أكد التلفزيون الرسمي السوري «ارتقاء شهداء وجرحى بين أهالي الفوعة وكفريا، نتيجة تفجير إرهابي بسيارة مفخخة» في «منطقة الراشدين». وذكرت وسائل إعلام حكومية في وقت لاحق أن التفجير نفذه انتحاري كان يقود سيارة مفخخة.
وأكد المرصد السوري، أن التفجير نفذه انتحاري كان يقود شاحنة صغيرة تقل مواد غذائية في «منطقة الراشدين»، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة غربي حلب.
وشاهد مراسل «فرانس برس» في المكان جثثاً متفحمة، وأطفالاً على الأرض وسط بقع كبيرة من الدماء وحافلات محترقة تماماً، كما نقل مشاهدته لحالة الهلع والخوف بين الناجين من أهالي الفوعة وكفريا. وجرى، الجمعة، إجلاء 5000 شخص، بينهم 1300 مقاتل من الموالين للنظام من بلدتي الفوعة وكفريا، و2200 ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، في إطار اتفاق بين ميليشيات مؤيدة للنظام السوري، وفصائل معارضة.
وكان من المفترض أن تتوجه قافلات الفوعة وكفريا إلى مدينة حلب، ومنها إلى محافظات تسيطر عليها قوات النظام، على أن تذهب حافلات مضايا والزبداني إلى محافظة إدلب، لكن بعد أكثر من 30 ساعة على وصولها إلى «منطقة الراشدين» ظلت قوافل الفوعة وكفريا تنتظر في مكانها، كما انتظرت حافلات مضايا والزبداني أكثر من 15 ساعة في «منطقة الراموسة»، التي تسيطر عليها قوات النظام غربي حلب أيضاً. وبحسب المرصد السوري ومصدر في الفصائل، فإن هذا الانتظار، سببه خلاف بشأن عدد الذين تم إجلاؤهم من الفوعة وكفريا.
واتهم مصدر في لجنة اتفاق البلدات السورية الأربع كفريا، الفوعة، مضايا، الزبداني، إيران بأنها أخلت بالاتفاق الذي تم مع «جيش الفتح»؛ حيث أخرجت المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة، وأبقت المسلحين.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، كان من المفترض أن يخرج عدد معين من مسلحي كفريا والفوعة في الدفعة الحالية، إلا أن الطرف الإيراني أخرج مدنيين بأعداد كبيرة، وأبقى على المسلحين في البلدتين المواليتين للنظام.
في الأثناء، وصلت «قوات سوريا الديمقراطية» إلى ضواحي مدينة الطبقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» شمالي سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن «قوات سوريا الديمقراطية» باتت على بعد مئات الأمتار من الطبقة على مقربة من «سد الطبقة» الأكبر في سوريا.
وتقدمت هذه القوات خلال، ليل الجمعة/ السبت، بعدما تمكنت من طرد عناصر التنظيم من «ضاحية الإسكندرية» الواقعة جنوب شرقي الطبقة، و«ضاحية عايد الصغير» الواقعة جنوب غربي المدينة.
وأوضح عبد الرحمن، أن معارك ضارية تجري في محيط الضاحيتين، ويحاول تنظيم «داعش» شن هجوم مضاد. كذلك تستفيد «قوات سوريا الديمقراطية» من الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتقع الطبقة على بعد نحو 55 كلم غربي مدينة الرقة، التي تعد أبرز معاقل التنظيم في سوريا.
وأفاد قائد عسكري من «قوات سوريا الديمقراطية» بسقوط سبعة قتلى، وأكثر من 15 جريحاً، وفقدان ثلاثة من مقاتليهم خلال معارك مع عناصر «داعش» بريف الرقة الغربي.
ولقي 4 عناصر على الأقل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له حتفهم، فيما قُتِل 7 مقاتلين من الفصائل المسلحة في اشتباكات في ريف حماة الشمالي بسوريا.
وقال المرصد السوري: إن الطائرات الحربية نفذت غارات استهدفت مناطق في بلدة صوران الواقعة في الريف الشمالي لحماة، فيما استهدف الطيران الحربي بنيران رشاشاته الثقيلة مناطق في بلدة حلفايا، وأماكن أخرى في منطقة الزوار بالريف.
(وكالات)
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/49fdc39f-e48c-431c-a4d8-5562366a81f2#