انطلق قطاع الجلود فى بنجلاديش نحو المستقبل بخطى سريعة لكن محطة الوصول لن تأتى قبل حصول العاملين فيه على التدريب الكافى للارتقاء به وسط منافسة عالمية محتدمة. وبالفعل دخل القطاع العام الماضى ضمن مبادرة حكومية تحت برنامج «الاستثمار فى مهارات التوظيف» (SEIP) الذى سيساعد الكيانات المحلية على زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة.
من خلال هذه الشراكة بين البرنامج الحكومى وهيئة صناعة وتصدير المنتجات الجلدية سيتم تدريب ما يفوق 5 آلاف من العمال فى قطاع الجلود بدون تحمل أى تكاليف للأفراد فى غضون العامين المقبلين تشمل 15 دورة فى الخياطة والقص وتقنيات تحسين الإنتاجية واختيار المواد وتعزيز الموارد.
وحققت بنجلاديش الدولة النامية البالغ عدد سكانها نحو 170 مليون نسمة فى مساحة إجمالية قدرها 147 ألف كيلومتر مربع، ما يجعلها واحدة من أكثر البلدان كثافة سكانية فى العالم، نمواً مطرداً بمتوسط يزيد على 6% خلال السنوات الخمس الماضية.
ومن المعروف أن الجلود البنغالية تشتهر بجودة خامتها وهى تلعب دوراً مهماً فى الاقتصاد الوطنى فهى المصدر الثانى لكسب العملة الأجنبية إلى جانب الملابس الجاهزة.
وتقوم هذه الصناعة على منتج مصدره القطاع الزراعى المحلى وتعتبره الحكومة ذا أولوية فى خطط التنمية المستقبلية.
وحظرت الحكومة منذ التسعينيات تصدير الجلود الخام غير المصنعة وكذلك بعض الأنواع نصف المصنعة وتملك حالياً 220 مدبغاً من بينها 140 مدبغاً نشطاً تخدم أكثر من ألفى وحدة لتصنيع الأحذية والجلود والمنتجات الجلدية بأنواع مختلفة.
ونظراً لعدم إمكانية تطوير المدابغ القديمة حيث 100 منها على الأقل تعانى ضعف البنية التحتية نظراً لأنها تقع داخل منازل سكنية قررت حكومة دكا نقل صناعة الجلود بما فيها مركز المدابغ فى وسط دكا، إلى مدينة صناعية جديدة فى منطقة «سافار» على مشارف المدينة. وارتفعت قيمة الصادرات من السلع الجلدية خلال السنوات الخمس الماضية وهو قطاع يوفر فرص كبيرة للعمل، واطلاق المشاريع الجديدة والاستثمار مما يعنى زيادة الصادرات من المنتجات ذات القيمة المضافة العالية حيث يعمل به نحو مليون شخص بينهم عدد كبير من النساء.
تتوافر 90 من خامات التصنيع محليا ينتج عنها ما يوازى 220 مليون متر مربع من الجلود، ويتميز القطاع بأنه يحقق نسبة قيمة مضافة تصل إلى 90% بخلاف صناعة الملابس التى لا تتعدى 40% المصدر الأساسى للعملة الصعبة بنحو 20 مليار دولار سنويا لكنها تستورد المواد الأساسية اللازمة لها. ويتم تصدير 50% من الجلود نصف مصنعة و50% الأخرى تصنع محلياً بالكامل حيث تنتج بنجلاديش ما بين 2% و3% من الجلود فى العالم، تعتبر فيتنام من أهم الأسواق للجلود نصف المصنعة فى بنجلاديش.
ويوجد حالياً حوالى 30 شركة للأحذية المؤهلة جيداً فى البلاد ولذلك فإن معظم إنتاج أحذية الجلود مخصصة للتصدير العالمى وهناك عدد كبير من وحدات شبه آلية وغير آلية لتصنيع الأحذية تعمل أيضا فى السوق المحلى، وهناك 5 أو 6 شركات لإنتاج السلع الجلدية عالية الجودة يتم تصديرها بشكل منتظم. ويمكن توقع نمو أداء الصادرات فى السنوات الخمس المقبلة بمعدل يتراوح بين 12 و15%. ويتمتع القطاع بدعم حكومى وإعفاءات ضريبية ووفرة يد عاملة وتكلفة منخفضة تجعله قادراً على المنافسة عالمياً والوصول إلى الأسواق الدولية الرئيسية.