قال أمير الجماعة الإسلامية الشيخ الدكتور شفيق الرحمن إن الله سبحانه وتعالى علم نبيه صلى الله عليه وسلم مباشرة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم معلماً ومنفذا في آن واحد، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت معلما" وقد مدح الله سبحانه وتعالى نبيه في موضعين قائلا: إنما بعثتك متمما لمكارم الأخلاق والثاني لقد جعلت في سيرتك القدوة الحسنة ،وهذا يعني أن جميع الحلول الدنيوية تكمن في اتباع حياته وسنته، لذلك لا بديل عن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تأمين السلام العالمي، مضيفا بأن الله سبحانه وتعالى عصم نبيه من الأخطاء البشرية سواء كان قبل النبوة أو بعدها ،فلا وجود لأي خطأ بشري في حياته، ويحاول الكثير من أصحاب الفتن نشر أكاذيب عن الرسول صلى الله عيه وسلم ،وحتى أعداء الرسول في ذلك الزمان شهدوا على صدقه وأخلاقه ،والباحث في سيرته أيا كانت ديانته او مذهبه سيرى في جميع صفحات حياته مثالا يحتذى به، وعلى الرغم من انتشار الخمر والزنا ووأد البنات وغيرها من العادات الجاهلية في عهد ما قبل النبوة إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتلطخ ثوبه أي من هذه البذاءات، وكان الرجل الأكثر أمانة ، حتى أن الأعداء كانوا يضعون أماناتهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل أن يهاجر إلى المدينة ، أعاد كل الأموال المودعة لديه عن طريق ابن عمه سيدنا علي حتى من قبل أعدائه
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أمير الجماعة الإسلامية في احتفالية نظمتها الجماعة الإسلامية لمدينة شيتاغنج احتفاء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ترأس الحفل الأمين العام المساعد وأمير الجماعة الإسلامية لمدينة شيتاغونغ السيد محمد شاه جهان، فيما أدار الحفل الأمين العام للجماعة الإسلامية للمدينة وعضو مجلس الشورى المركزي الأستاذ محمد نور الأمين
وفي كلمته قال الدكتور شفيق الرحمن إن اتباع السيرة النبوية الشريفة والتعاليم التي جاء فيها هي الأساس في معالجة جميع المشاكل التي تعصف بالعالم حاليا، وإذا ننظر إلى حياته سنجد التنوع وكل أنواع الخير والنبل، ولقد بعثه الله سبحانه وتعالى في مجتمع كان وأد البنات حيا من أبرز سماته ،ودم الانسان كان مستباحا ،أضف إلى ذلك الرق والعبودية ،وكل هذه الظواهر السلبية اختفت من المجتمع الذي تغير بشكل كامل بسبب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان معلما في ذلك الوقت ،والذين كانوا يرتكبون الجرائم في عهد الجاهلية تغيرت حياتهم بعد ما صاحبوا النبي صلى الله عليه وسلم
مقارنا الوضع الحالي بالوضع الذي كان سائدا آنذاك قال أمير الجماعة إنه بالنظر إلى ما نمر به اليوم من أوضاع نتساءل: هل نحن بخير أو أفضل حالا؟ هل حال البلد يبشر بخير؟ لا أمن ولا أمان للمواطنين، أينما تنظر ترى الاضطرابات والفوضى، ولضمان السلام، علينا العودة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبمجرد أن نستوعبها وننفذها سنستفيد، فلا أحد نعتبره عدوا لنا، لدينا مسؤولية تجاه الجميع وعلينا الحفاظ عليها، مضيفا بأن شيتاغونغ كانت بوابة دخول الإسلام لهذا البلد،وهي منطقة حيوية لبنجلاديش، وهناك الكثير من الرجالات الأوفياء الذين يتقون الله ويخافونه، ولهذا نأمل أن يكون لهؤلاء بصمة كبيرة في تأسيس مجتمع إسلامي ينفذ فيه جميع تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم
وتابع قائلا: إننا لن نستطيع أن نحقق شيئا بالكلام الغير مقرون بالفعل إذا أردنا أن يكون لنا مكانة واحترام في قلوب الناس، وأن نكون بعيدين كل البعد عن كافة أنواع الخصال الذميمة مثل البخل وعلينا التقدم للأمام ،والجائزة الربانية هي جنة عرضها السماوات والأرض ،داعيا الله سبحانه أن يجعلنا من المتقين من عباده ،وأن يوفقنا في اتباع سنة رسوله في جميع مناحي الحياة
وفي كلمة له، قال أمير الجماعة الإسلامية لمدينة شتاغنج السيد محمد شاه جهان إننا نشكر كل من انضم إلى هذا المؤتمر السنوي الذي يتم تنظيمه كجزء من برنامج ديني مدتها شهر بمناسبة السيرة النبوية الشريفة، إن العالم كله يعاني من حرب وفوضى وظلم بسبب عدم اتباعنا للسنة النبوية، ونبينا صلى الله عليه وسلم لم يبعث قائدا لأي منطقة أو قارة أو عرق. لقد أُنزل للبشرية جمعاء. وقد أكمل الله سبحانه وتعالى دينه بإيفاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولن نتمكن أبدًا من بناء عالم يسوده العدل والسلام دون اتباع سنته
قال الدكتور مولانا سيد أبو نعمان إن الله تعالى تولى مسؤولية تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم. نشر الرسول صلى الله عليه وسلم نور العلم بين العرب وغير العرب. لقد حقق نجاحًا كبيرًا في تنوير المجتمع من خلال تسهيل مواهبه الخفية