أمير الجماعة الإسلامية

2025-10-17

تجمع عمالي مهيب في ميربور

ينبغي للطبقة العاملة أن تعد أنفسها لبذل كل تضحية في سبيل إقامة مجتمع يسوده العدل والإنصاف

الدكتور شفيق الرحمن-

قال أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، إن الطبقة العاملة في هذا الوطن العزيز قد خاضت غمار النضال جنبا إلى جنب مع الطلاب والشعب، وسكبت دماءها الزكية على ثرى الوطن الطاهر، في سبيل تخليص البلاد والعباد من نير الحكم الفاشي والظالم لحكومة حزب عوامي


جاءت كلمته هذه ظهر اليوم الخميس، السابع عشر من أكتوبر، في تمام الساعة الثانية والنصف، في المهرجان العمالي الحاشد الذي أقيم بميدان العيد في ميربور ١٠ بدائرة دكا – ١٥، حيث كان فضيلته ضيف الشرف والمتحدث الرئيس في تلك المناسبة المهيبة
وقال الدكتور شفيق الرحمن في مستهل كلمته، إن ثورة أغسطس لم تكن نزهة عابرة، ولا حدثا ولد من فراغ، بل جاءت نتيجة تضحيات جسيمة ودماء زكية أريقت في سبيل الله والوطن. فقد نهضت قوى الطلاب والشباب والعمال صفا واحدا، فزلزلت عروش الطغاة، وأجبرت الدكتاتورة الشيخة حسينة على الفرار وترك سدة الحكم. لقد قدم الناس أرواحهم رخيصة، وأصيب الآلاف بجراح وعاهات، وفقد كثيرون تجارتهم وأعمالهم وأرزاقهم، بل شرد بعضهم من ديارهم، وهدمت منازل المعارضين حتى أضحوا بلا مأوى
وأضاف قائلا، في أيدينا اليوم قائمة ألف شهيد من ثورة يوليو، ستون في المئة منهم من الطبقة العاملة الكادحة، والباقون من فئات أخرى من أبناء الشعب. وأكثر أولئك الشهداء من الفقراء والمهمشين الذين لم يتخلوا يوما عن واجبهم تجاه وطنهم وأمتهم. إن العمال كانوا عبر التاريخ وقود النضالات الوطنية، ورمز الفداء في كل مراحل الأزمة، ولذلك فإن إقامة مجتمع قائم على العدل والإنصاف لن تتحقق إلا بتضحياتهم وصبرهم وثباتهم
وأردف قائلا، إن ثوار يوليو هم بحق صفوة أبناء الأمة وخيرها، لكن الحكومة الانتقالية للأسف لم تمنحهم الاعتراف الدستوري الذي يستحقونه. إن الوفاء لتضحياتهم يقتضي إقرار ميثاق يوليو في الدستور، اعترافا بشرعية الثورة ومنجزاتها. ولكن التلكؤ والمراوغة في هذا الملف يدفع الثوار من جديد إلى النزول للشارع للمطالبة بحقوقهم المشروعة
وأعرب عن أسفه العميق لما بلغه من أنباء عن سوء معاملة المعتصمين أمام الساحة الجنوبية للبرلمان، قائلا، ما بلغني من أنباء في هذا الصدد يدمي القلب ويورث الخجل، وإنني لأشعر بالأسى العميق حيال ما يجري
كما دعا الحكومة إلى منح الثورة الاعتراف الدستوري العادل، وإلى أن تجرى الانتخابات القادمة على أساس ميثاق يوليو، مؤكدا أن الشعب لن يقبل بعد اليوم أي تسويف أو التفاف على إرادته
ثم أشار إلى أن البلاد قبل ثورة يوليو كانت غارقة في الفساد والنهب والبلطجة وانعدام الأمن، وأن الشعب كان يتطلع بعد سقوط الفاشية إلى عهد جديد من الأمل والعدالة، لكن الحكومة الانتقالية خذلت تلك الآمال، إذ ظل الفساد وسوء الإدارة ينخر في جسد الدولة، ولم يتحقق الأمن المنشود ولا راحة المواطنين
وتحدث فضيلته عن ما عانته الجماعة الإسلامية من ظلم واضطهاد في عهد حكومة عوامي، قائلا، لقد كانت جماعتنا رمزا للمظلومية والصبر، وتعرضت لأبشع أنواع القمع السياسي في تاريخ شبه القارة الهندية. لم تشهد المنطقة قط مثل هذا التنكيل بالمعارضين، حتى وصل الطغاة في غيهم إلى حظر الجماعة الإسلامية ذاتها. لكن النهاية كانت لهم، فانهارت فاشيتهم وذهبوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم
وفي ختام كلمته، دعا الدكتور شفيق الرحمن الطبقة العاملة إلى وحدة الصف والثبات في الميدان، قائلا، أيها العمال الأحرار، إنكم ركيزة هذا الوطن، وسند هذا الدين، فاصبروا وثابروا، واثبتوا على طريق الحق حتى تقام في ربوع هذه البلاد دولة العدل والإيمان، يرفع فيها لواء الكرامة والحرية والإنصاف