صرح أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، بأن الجماعة الإسلامية تسعى إلى إعلاء شأن المرأة البنغالية وإكرامها بمكانة الأم المربية للأجيال، ومنحها الفرصة لتؤدي دورها الوطني جنبا إلى جنب مع الرجل، حتى تبلغ الأمة مجدها المنشود، ويعم الخير ربوعها
جاءت كلمته صباح اليوم الخميس ١٦ أكتوبر، في تمام الساعة العاشرة والنصف، بقاعة الشرطة للمؤتمرات في ميربور، خلال التجمع النسائي الكبير الذي نظمته الجماعة الإسلامية في مدينة دكا الشمالية، لمنطقة ميربور-كافرول (الدائرة الانتخابية دكا-١٥)
وقد ترأس الجلسة عضو مجلس الشورى المركزي ومساعد الأمين العام لمدينة دكا الشمالية الدكتور فخر الدين مانيك، وأدارها عضو اللجنة التنفيذية وسكرتير الدائرة دكا-١٥ شاه عالم توهين
قال الدكتور شفيق الرحمن في كلمته المؤثرة، لقد أمرنا الله تعالى بإقامة مجتمع إنساني تسوده الرحمة والعدل، ومن واجبنا أن نخضع لأوامره، ونسير على هدي رسوله ﷺ في جميع مجالات حياتنا. فالكرامة الحقيقية لا تنال إلا بطاعة الله، أما من أعرض عن هداه فله الخزي والمهانة. إن سيرة النبي ﷺ هي أزكى السير، وخلقه أتم الأخلاق، وعلينا أن نبني ذواتنا ومجتمعنا على نهجه المبارك
وأضاف قائلا،إن كفاح الجماعة الإسلامية هو في سبيل الله، من أجل إقامة حكمه وعدله في الأرض. لسنا أهل سلاح أو عنف، بل مجاهدون لأنفسنا، نحارب أهواءها ووساوس الشيطان حتى تستقيم على طريق الحق. فالمعركة الحقيقية هي معركة تزكية وإصلاح، تهدف إلى إقامة مجتمع تسوده العدالة والمساواة، يخلو من الظلم والاستبداد والتمييز، تصان فيه كرامة الإنسان أيا كان دينه أو نسبه
وختم بقوله، غايتنا وطن آمن مطمئن، خال من الفساد وسوء الإدارة، تسوده الطمأنينة والرحمة، وندعو الجميع إلى الاتحاد في سبيل تحقيق هذا الهدف السامي
وتناول أمير الجماعة الإسلامية في كلمته الدور الريادي للمرأة المسلمة في نشر رسالة الإسلام، فقال، لم يكن بناء صرح الإسلام حكرا على الرجال، بل للنساء فيه سهم مشهود. كانت السيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها أول من صدق بالرسالة، وآزرت نبيها ﷺ حين فاضت عليه أنوار الوحي، فثبتت قلبه، وضمدت روحه بكلماتها الصادقة: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الدهر. فكانت أول المؤمنين وأول من آمن بالرسالة، وفازت بشرف السبق في الإسلام
ثم أشار إلى أول شهيدة في الإسلام السيدة سمية رضي الله عنها، قائلا، كانت من أوائل من صدقوا بالدعوة، فصبرت على الأذى والثبات حتى نالت وسام الشهادة. كما سجل التاريخ بطولة السيدة صبية رضي الله عنها في معركة أحد حين وقفت جسدا دون رسول الله ﷺ تتلقى السهام دونه، فشفيت بعد ذلك ببركته. وفي مؤتة كانت السيدة هند بنت عمرو رضي الله عنها مثالا في الثبات والعزم، حتى كتب الله للمسلمين النصر
واختتم حديثه بدعوةٍ رفيعة المعنى فقال، لقد كرم الإسلام المرأة تكريما عظيما، ومنحها منزلة سامقة في ميادين الدعوة والجهاد والإصلاح، وإننا اليوم ندعو نساء الأمة إلى السير على خطى أولئك الطاهرات، ليكن شريكات في إقامة دين الله، وصانعات لمجد الأمة ونهضتها من جديد