في خضم المأساة التي ألمت بالبلاد جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة، وجه أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، في العاشر من يوليو الجاري، نداء مؤثرا إلى أبناء الوطن كافة، أفرادا ومؤسسات، للوقوف صفا واحدا إلى جانب المنكوبين الذين يرزحون تحت وطأة الكارثة
قال في بيانه
لقد شهدت البلاد خلال الأيام الأخيرة أمطارا متواصلة أغرقت المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية، فتبددت الطمأنينة، وعم الشقاء أرجاء كثيرة من الوطن. لاسيما في مناطق فني، ونوخالي، وشاريوتبور، وتشيتاغونغ، وكوكس بازار، ورانغاماتي، وباندربان، وسيلهت، وخولنا، وبتوخالي، وبورغونا، وميمنسينغ، حيث وقع الآلاف من الأسر فريسة للفيضانات العاتية. وقد اضطر كثير من القرويين إلى المكوث داخل منازلهم الغارقة، لعجزهم عن الوصول إلى بر الأمان في ظل شح وسائل التنقل. والأطفال، والنساء، وكبار السن، جميعهم يكابدون المعاناة، وقد غمرت المياه منازلهم وطرقاتهم ومزارعهم، وتوقفت الكهرباء وخطوط الاتصال في مناطق شتى
وأردف قائلا
ومع تزايد منسوب المياه، بات إنقاذ الثروة الحيوانية والدواجن تحديا لا يقل خطورة عن إنقاذ الإنسان. كما برزت أزمة غذاء حادة ونقص في مياه الشرب النقية، وظهرت بوادر انتشار أمراض معدية تنقلها المياه. ومن جانب آخر، أخذت ضفاف الأنهار بالتآكل والانهيار في مشاهد تنذر بالخطر. أمام هذا المشهد المؤلم، لا نملك إلا أن نتضرع إلى الله أن ينزل علينا رحمته، ويمن على البلاد وأهلها بعونه ومدده
وتابع فضيلته
إن هذا الوضع المأساوي يستوجب استجابة فورية وجادة من الدولة بكامل أجهزتها. وإنني أناشد الحكومة أن تبادر فورا بعمليات الإنقاذ وتوفير المساعدات الإغاثية الضرورية دون إبطاء. وفي ذات الوقت، أهيب بإخواني المسؤولين والعاملين في الجماعة الإسلامية في المناطق المنكوبة أن يبذلوا وسعهم، ويبادروا بكل إخلاص ووفاء، للوقوف إلى جانب إخوانهم المتضررين
واختتم بيانه بالقول
"إن هذه الكارثة امتحان لإنسانيتنا وصدق ضمائرنا. فإني أدعو كل مقتدر وكل صاحب قلب حي أن ينهض بدوره، من موقعه، في نصرة الملهوفين، وتضميد جراح المنكوبين. أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا، وأن يرفع عنا البلاء، ويعيد الأمن والسلام إلى ربوع وطننا الجريح. آمين