شيع الآلاف من المصلين في مدينة شاتخيرا جثمان النائب البرلماني السابق عن الدائرة الانتخابية شاتخيرا 1 العالم الديني الجليل والزعيم الشعبي الشيخ عبد الخالق مندل إلى مثواه الأخير بعد أن توافدوا إلى ملعب شقرة لكرة القدم لأداء صلاة الجنازة على الفقيد في أكبر موكب جنائزي تشهده المدينة ،حيث تم دفنه في المقبرة العائلية في مسقط رأسه في قرية بيكاري ، وفور وصول سيارة الاسعاف التي كانت تقل جثمان النائب السابق تدافع المصلون لإلقاء نظرة وداعية أخيرة على الفقيد وأجهش الكثيرون منهم يالبكاء
وقبل أداء صلاة الجنازة ، استذكر القادة المركزيون للجماعة الإسلامية وعلى رأسهم الأمين العام المساعد الشيخ عبد الحليم ، وعضو المجلس التنفيذي المركزي الشيخ محمد عزت الله ، والأمين العام التنظيمي المركزي ومنسق إقليم خولنا المحدث عبد الخالق ، وعضو مجلس العمل المركزي نائب الرئيس المركزي لاتحاد العمال البنغلاديشي السيد شفيق العلم وغيرهم مناقب الفقيد ودوره البارز في تطوير المدينة ، وقد شارك الآلاف من سكان المدينة باختلاف انتماءاتهم السياسية في صلاة الجنازة ،وفي كلمة مقتضبة قال مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عبد الحليم إن الشيخ عبد الخالق مندل توفي وهو مظلوم ، حيث تعرض للظلم والقمع والتعذيب في سجون هذه الحكومة المستبدة ،داعيا الله العلي القدير أن يتقبله في عباده الصالحين
من هو عبد الخالق مندل؟ لماذا تعرض للانتقاد ؟ ولماذا استهدفته الحكومة؟
في 28 فبراير 2013. اليوم الذي حكمت فيه المحكمة العليا في بنغلاديش بالإعدام على نائب أمير الجماعة الإسلامية والنائب البرلماني السابق العالم الديني الجليل العلامة دلاور حسين سعيدي ، خرج الآلاف من المواطنين في مدينة شاتخيرا للشوارع تنديدا بالحكم ، وخرجت مسيرات ضخمة في المدينة منددين بالحكم، وعند وصول المسيرة الاحتجاجية إلى دوار ساتخيرا الرئيسي تمهيدا للدخول للمدينة حاولت القوات الأمنية عرقلة المسيرة إلا أنهم لم يستطيعوا عرقلتها ما دفع بالقوات الأمنية إلى إطلاق الأعيرة النارية على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل 6 منهم على الفور، ومنذ ذلك الحين دعت الجماعة إلى إضراب وحصار شامل للمدينة وتم عزل المدينة عن باقي مدن البلاد ، في ذلك الوقت، كان الشيخ عبد الخالق أميرا للجماعة الإسلامية لمدينة ساتخيرا ، وهو ما دفع بالحكومة إلى استهدافه في المقام الأول لقمع هذه الحركة التي اندلعت في المدينة ، وأولى خطوات الاستهداف كان تدمير منزله بالجرافات ليتبعها تدمير منزل أقربائه بالجرافات وتسويتها بالأرض، ورغم كل ذلك واصل الشيخ عبد الخالق مندل حركته إلى أن تم اعتقاله في الخامس من مارس 2015 ، وفي مارس 2018 تم توجيه تهم معادية للإنسانية من قبل محكمة جرائم الحرب التي شكلتها الحكومة المستبدة لمحاكمة القادة المركزيين للجماعة الإسلامية وفي 24 مارس 2022 أصدرت المحكمة المذكورة حكما بإعدامه، ومنذ ذلك اليوم وحتى وفاته كان الشيخ مندل في السجن
تم انتخاب الشيخ عبد الخالق نائباً برلمانيا عن دائرة ساتخيرا 1 كمرشح للجماعة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية، وكان رئيسا للمجلس القروي والبلدي بالانتخاب وليس بالتزكية
وجهت المحكمة المشكلة محليا ست تهم ضد الشيخ عبد الخالق مندل منها تهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، وجرائم القتل والاغتصاب والاختطاف والاعتقال التعسفي للمواطنين وتعذيبهم في مدينة ساتخيرا خلال حرب التحرير. حيث أدانته المحكمة في هذه التهم الست وحكمت عليه بالإعدام
وقال المحققون إنه في عام 1971 ، لم يكن اسمه مدرجا في اي قائمة من القوائم التي تم إعدادها من قبل لجان التحقيق التي شكلت بعد الاستقلال للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب ، وفي الوثائق الحكومية وحتى وقت تشكيل المحكمة ، لم يتم رفع أي قضية ضده في جميع أنحاء بنغلاديش
وقال الصهر الاكبر للشيخ عبد الخالق السيد عبد الغفار إن والد زوجته الشيخ عبد الخالق كان شخصًا محبوبا لدى الجميع على اختلاف طبقاتهم وتوجهاتهم السياسية ، حيث كان يشارك الجميع في أفراحهم وأتراحهم ، وهذا هو سبب القبولية الشعبية الكبيرة له