صرح الأستاذ ميا غلام برور، الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش والنائب البرلماني السابق، قائلا، إن حقبة حكم الشيخة حسينة لم تكن سوى زمن حالك اتشح بظلمات الخطف والقتل، وجور القمع والبطش، وفوضى الاستبداد والنهب، وفظائع الاغتصاب. في ذلك العهد الكالح سلبت من المعارضة أبسط حقوقها السياسية والديمقراطية، وحيل بينها وبين حق التعبير عن الرأي. بل إن فضاء التواصل الاجتماعي – الذي هو منابر حرة الشعوب – ضيق عليهم حتى اختنق صوتهم فيه. أما الحادثة المفجعة التي طويت بدموع ودم صفحة الطالب النابغة بجامعة بنغلاديش للهندسة والتكنولوجيا أبرار فهد، فليست إلا شاهدا صارخا على هذا الطغيان، إذ لم يكن ذنبه إلا أن خط على صفحته منشورا يعارض هيمنة دولة مجاورة، فانهالت عليه معاول الغدر حتى أزهقت روحه. ولم يكن وحده في مذبح الاستبداد، بل لحق به مئات من قادة المعارضة وشبابها، قضوا قتلا على أيدي تلك السفاحة حسينة وميليشيات حزبها المعروفة بـالخوذات

وأضاف: لقد ذقت من مرارة السجون في خمسة عشر عاما ما يقارب سبع سنوات ونصف، بلا ذنب جنيته ولا جرم ارتكبته، وذاقت روحي خلالها صنوف العذاب غير الإنساني. بل حيل بيني وبين واجب المشاركة في دفن والدي – رحمه الله – فكان الجرح جرحين. لقد أقيم في البلاد نظام فردي استبدادي جعل الشعب رهينة بيد حزب واحد، ومن تجرأ على الكلام نزل به الخطف والقتل والبطش والتعذيب

غير أن فجر الحرية قد بزغ في السادس والثلاثين من يوليو، حين انتفضت جموع الطلاب والجماهير، فاستعاد الشعب حقه الديمقراطي، ورد إليه حقه السياسي، وأعيد له لسانه الذي طالما كمموه، فعاد للكلمة سلطانها وللرأي مكانه. واليوم تتولى زمام البلاد حكومة انتقالية أعلنت عن عزمها إجراء الانتخابات الوطنية، وقد رحبنا بهذه الخطوة، غير أننا أوضحنا للجنة التوافق الوطني بجلاء أن لا انتخابات حقيقية قبل إصلاح بنية الدولة، ومحاكمة قتلة الآلاف من طلاب الشعب وجماهيره، واعتماد نظام التمثيل النسبي العادل. وإلا فإن أي انتخابات لا تبنى على هذه الأسس لن تحظى بقبول الشعب ولن تكتب لها شرعية

أدلى بهذه التصريحات أثناء إلقائه كلمة في تجمع انتخابي منفصل نظمته الجماعة الإسلامية في الجناحين الأول والثاني من اتحاد دامودار في شبه المحافظة فولتالا بمنطقة خولنا بعد ظهر الجمعة (15 أغسطس) بصفته الضيف الرئيسي