في ذكرى يوم شهداء يوليو المجيد، توجه الأستاذ ميا غلام بروار، الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش وعضو البرلمان السابق، بنداء مفعم بالإجلال والوفاء إلى جميع فروع الجماعة الإسلامية وجماهير الشعب البنغالي، داعيا إلى إحياء هذا اليوم الخالد باستذكار الشهداء الذين كتبوا بدمائهم الزكية صفحة مضيئة في تاريخ النضال الوطني
وقال في بيانه: إن السادس عشر من يوليو ليس مجرد تاريخ في الأمة، بل هو صرخة حق ودمع فداء، يوم اختلط فيه المجد بالألم، والبطولة بالحزن. ففي هذا اليوم، نرفع الأكف بالدعاء ونطأطئ الرؤوس إجلالا لأولئك الرجال والنساء الذين صمدوا أمام الظلم والاستبداد، وواجهوا القمع والاضطهاد بقلوب مؤمنة وعزائم لا تلين، دفاعا عن العدالة والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. نسأل الله أن يتغمد أرواحهم الطاهرة بواسع رحمته، وأن يربط على قلوب ذويهم بالصبر والسكينة
وأضاف قائلا: لقد كانت لحظة استشهاد الشاب النبيل، أبو سعيد، الطالب المتفوق في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة بيغوم رقية في رانغبور، لحظة فاصلة في وجدان الأمة. إذ وقف بجسده الأعزل درعا لزملائه في مواجهة بطش الشرطة، فاغتيل برصاص الغدر الذي أطلقته أجهزة القمع بأوامر مباشرة من الشيخة حسينة، التي لم تحتمل صوتا يعارضها أو روحا تطلب العدل. وما إن تناقلت الألسن خبر استشهاده، حتى تفجرت مشاعر الغضب في صدور الآلاف، وتحول الحراك الطلابي إلى انتفاضة شعبية عارمة
وأوضح قائلا، لم تكن تلك الانتفاضة مجرد احتجاج، بل كانت نهضة وطنية شاملة، حيث احتشد المعلمون والطلاب، الآباء والأمهات، الشباب والشابات، وأبناء كل الفئات والمهن، هاتفين بصوت واحد ضد الفساد والاستبداد. وتحولت حركة الطلاب إلى ثورة شعبية لا تعرف التراجع، مطالبة بإسقاط الدكتاتورية الفاشية التي خنقت أنفاس البلاد لأكثر من خمسة عشر عاما. وإزاء هذا الزخم الشعبي، جن جنون الحاكمة، فأعطت أوامرها للشرطة وقوات الجيش وراب وبي جي بي بإطلاق النار الحي، فسقط الآلاف شهداء وجرحى، وامتلأت البلاد بأنين الجرحى ودموع الثكالى. وتشوهت حياة المئات الذين فقدوا أطرافهم أو أعينهم، ليبقوا شاهدين على بشاعة القمع وجبروت الطغيان
وتابع قائلا: لكن النصر لا يولد إلا من رحم التضحيات، فبدماء الشهداء وصرخات الأمهات، انتصر الشعب. وفي 5 أغسطس 2024، سقط حكم الشيخة حسينة، وانقشعت الغمامة السوداء التي خيمت على البلاد، وفرت الحاكمة وبعض أعوانها إلى خارج البلاد. وهكذا تنفس الشعب عبير الحرية، واستعاد حقه في التعبير والعمل السياسي الحر، بفضل ثورة يوليو المباركة
وختم الأستاذ بروار بيانه قائلا: إن دماء شهداء يوليو ليست مجرد ذكرى، بل أمانة في أعناقنا. لقد كتبوا بدمائهم عهدا لا يخون، وأشعلوا لنا الطريق نحو وطن خال من الظلم والتمييز، تسوده العدالة والكرامة والإنصاف. وإننا في الجماعة الإسلامية نعاهد الله ثم نعاهد الشهداء أن لا تذهب دماؤهم سدى، وأن نواصل المسير نحو بناء بنغلاديش جديدة، بنغلاديش حرة ديمقراطية، إنسانية، عادلة. وأدعو الجميع – أفرادا ومؤسسات – لإحياء يوم شهداء يوليو في الغد 16 يوليو، من خلال الندوات والدعاء، بما يليق بمكانة من ضحوا بأرواحهم من أجلنا جميعا