صرح الشيح أبو طاهر محمد معصوم، مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية في بنغلاديش، بأن الشعب إذا جدد ثقته في الجماعة ومنحها صوته في الانتخابات المقبلة، فإنها ستقيم حكومة شجاعة لا تخشى إلا الله وحده، حكومة تقيم العدل والإنصاف في مؤسسات الدولة كافة، وتكفل الحقوق المشروعة لكل مواطن دون تمييز
جاءت كلمته هذه أثناء مشاركته ضيفا رئيسا في المهرجان الجماهيري الحاشد الذي نظمته الجماعة الإسلامية في رامبورا بالعاصمة دكا، في ساحة مدرسة إكرام النساء الثانوية، دعما لتحقيق المطالب الوطنية الخمس، وهي: إجراء الانتخابات العامة في فبراير استنادا إلى الميثاق الوطني لشهر يوليو، وتطبيق نظام التمثيل النسبي في مجلسي البرلمان، وضمان تكافؤ الفرص بين القوى السياسية، إلى جانب إظهار العدالة في محاكمة جرائم القتل الجماعي والفساد التي ارتكبها النظام الفاشي البائد
وقال الشيخ معصوم، لقد ذاقت البلاد خلال ثمانية عشر عاما ويلات الظلم والطغيان وسوء الإدارة، منها عامان عاشت فيهما الأمة تحت وطأة حكم طارئ غريب، لم يكن هدفه سوى إعادة تأهيل حزب عوامي ليغ. ثم توالت بعد ذلك ستة عشر عاما من الجاهلية العوامية الباكشالية، تلك الجاهلية التي فاقت سواد العصور الأولى، إذ لم يشهد التاريخ أن رقص أحد على جثث الأبرياء كما فعل الفاشيون العواميون في مجزرة 28 أكتوبر 2006
وأضاف قائلا، لقد غرقت البلاد في عهدهم في بحر من الفوضى والدمار، فانتشرت جرائم القتل والإرهاب والاختطاف والاغتيالات السرية، وأقيمت بيوت المرايا للتعذيب الوحشي،
ودمرت قيم الديمقراطية ومبادئها، وجعل الإسلام وقيمه السامية عدوا معلنا للنظام. غير أن النهاية كانت سقوطهم المذل تحت أقدام ثورة طلابية وشعبية موحدة، لتتحقق سنة الله في الطغاة، فالله – وإن أمهل – لا يهمل،
كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾
وتابع الشيح معصوم قائلا، لقد شهدنا في الخامس من أغسطس من العام الماضي الاستقلال الثاني للوطن،
بعد أن قدم أكثر من ألفي شهيد أرواحهم الطاهرة،
من بينهم ستون طفلا بريئا، وجرح أكثر من ثلاثين ألفا من أبناء الشعب. وبتلك التضحيات العظيمة تم المرحلة الأولى من التغيير بتوقيع ميثاق يوليو الوطني، ولا تزال مراحل أخرى بانتظار التحقيق. ولذلك، يجب أن يمنح هذا الميثاق أساسا دستوريا راسخا من خلال مرسوم عاجل يصدر فورا،
وأن يجرى استفتاء شعبي شامل قبل نوفمبر المقبل،
فالشعب – كما أكد – لن يقبل أي انتخابات لا تسبقه كلمة الأمة عبر الاستفتاء
ودعا في ختام كلمته جميع أبناء الوطن إلى الوحدة والثبات في الميدان حتى تتحقق المطالب العادلة للشعب
كما قال: لقد قدمنا مقترحا يلزم بإجراء الانتخابات في مجلسي البرلمان وفق نظام التمثيل النسبي، حرصا على تمثيل جميع القوى السياسية، كبيرها وصغيرها
وقد أظهرت الاستطلاعات أن غالبية الشعب تؤيد هذا النظام العادل، غير أن حزبا بعينه يدعي أنه لا يفهم هذا النظام،
مع أنه وقع على ميثاق يوليو الذي يقره رسميا في المجلس الأعلى، وهذا يعني أنهم يدركون تفاصيله تماما، لكنهم يرفضونه لأنهم يريدون احتكار الهيمنة على البرلمان،
وذلك ما يناقض روح العدل والإنصاف التي ينادي بها الإسلام قبل كل شيء