17 July 2025, Thu

مؤتمر صحفي استعدادا للتجمع الوطني في التاسع عشر من يوليو

في مشهد يعكس تطلعات الأمة وآمالها نحو غد مشرق، انعقد صباح اليوم الخميس الموافق 17 يوليو 2025، عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، مؤتمر صحفي بقاعة عبد السلام بالنادي الصحفي الوطني، وذلك على أعتاب التجمع الوطني التاريخي المزمع انعقاده في ساحة سوهروردي العريقة وسط العاصمة داكا في التاسع عشر من يوليو الجاري


ترأس المؤتمر الأمين العام، والنائب البرلماني السابق، البروفيسور ميا غلام بروار، بحضور لفيف من القادة والعلماء والشخصيات البارزة، من بينهم: مساعدو الأمين العام، الشيخ أطم معصوم، والشيخ رفيق الإسلام خان، والدكتور حميد الرحمن آزاد، والشيخ عبد الحليم، والمحامي معظمحسينهلال، وإحسان المحبوب جبير، وأعضاء اللجنة التنفيذية المركزية: السيد مطيع الرحمن أكاند، السيد نور الإسلام بلبل، السيد محمد سليم الدين، وغيرهم من قيادات المناطق
وفي مستهل كلمته، أعرب البروفيسور ميا غلام بروار عن حمده لله تعالى وشكره على ما من به من فسحة سياسية ومساحة دستورية باتت متاحة بعد التحول الكبير الذي شهده الوطن في يوليو 2024، قائلا: لقد ذقنا مرارة الاضطهاد وتجرعنا مرارة الاستبداد على مدى 54 عاما منذ الاستقلال، فصودرت حقوقنا السياسية والدستورية، وحيل بيننا وبين الكلمة الحرة. أما اليوم، فإننا نحمد الله تعالى أن فتح لنا أبواب التعبير والعمل السياسي، فبادرنا بتنظيم هذا التجمع الوطني الجامع، ونشكر كل من أسهم في تيسير هذا الأمر من أبناء الوطن، ووسائل الإعلام، والجهات الإدارية.
وأضاف قائلا، سيترأس التجمع الوطني زعيم الإصلاح، وحامل لواء التغيير، وأمير الجماعة الإسلامية، الدكتور شفيق الرحمن حفظه الله، كما سيشارك جمع من القيادات الإسلامية والوطنية المؤمنة بضرورة التغيير، وسيدلون بكلمات من شأنها أن تلامس وجدان الأمة وتضيء لها معالم الطريق.
وأوضح أن التجمع يأتي في سياق المطالبة بتحقيق سبعة مطالب وطنية جامعة، هي:
1. ضمان تكافؤ الفرص والميدان السياسي الحر لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
2. محاسبة المسؤولين عن جرائم القتل الجماعي وإنصاف الضحايا.
3. تنفيذ إصلاحات جذرية تطال البنية السياسية والمؤسسية للدولة.
4. تفعيل ميثاق يوليو وإعلان مبادئه الإصلاحية.
5. رعاية أسر الشهداء والمصابين في انتفاضة يوليو وإعادة تأهيلهم.
6. إجراء الانتخابات الوطنية بنظام التمثيل النسبي (PR) لتحقيق العدالة السياسية.
7. تمكين أكثر من مليون مغترب بنغالي من ممارسة حقهم الدستوري في التصويت.
وتابع قائلا: العدالة الانتخابية لا تكتمل إلا بإزالة التمييز وتوفير ميدان نزيه للجميع. ولا بد من محاكمة الفاشيين الذين أزهقوا الأرواح البريئة، حتى يشعر الشعب بالأمن والكرامة. أما الإصلاحات، فهي الضمانة الأكيدة لعدم عودة الاستبداد مجددا. لقد ولد الاستبداد من رحم نظام شوه إنسانية الإنسان وسلبه حقوقه، واليوم نحن أمام لحظة فاصلة، يجب أن نتكاتف فيها جميعا لإنجاح مبادرة لجنة التوافق الوطني، التي تعمل الجماعة الإسلامية على دعمها بكل قوة.
وأكد أن غياب الإصلاح يعني ولادة فاشية جديدة، ويعني تكرار مهزلة انتخابية لن يقبل بها الشعب بعد اليوم. إن أعين الشهداء، وأنين الجرحى، ودموع الأمهات ما زالت حاضرة بيننا، تطالب بالإنصاف والعناية والرعاية.
كما شدد على أهمية نظام التمثيل النسبي، قائلا: هو الطريق لكبح جماح المال الأسود والعنف الانتخابي، وهو السبيل لإيصال الكفاءات الوطنية إلى البرلمان، وتشكيل مجلس نيابي ذي نوعية ووعي ومسؤولية.
وعن صوت المغتربين، قال: لأكثر من مليون بنغالي مغترب الحق في أن يكون لهم صوت في رسم مستقبل وطنهم، وقد تقدمنا بمطالب مكتوبة للحكومة بشأن ذلك، ونثمن جهود لجنة الانتخابات التي بدأت في معالجة هذا الملف.
وأشار إلى أهمية البدء بالانتخابات المحلية قبل الوطنية، من باب البناء المتدرج والتجريب الميداني، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية ما زالت بحاجة إلى ضبط، والممارسات الوحشية لا تزال مستمرة، وحرية الرأي ما زالت مصادرة.
وأكد أن الجماعة الإسلامية قد شكلت لجنة تنفيذية رئيسية للتجمع، بالإضافة إلى ثماني لجان فرعية متخصصة، تُشرف على العمل الإعلامي، التنظيمي، الأمني، والخدماتي، وتشرف على حشد الجماهير من كافة أنحاء البلاد عبر الملصقات، المهرجانات، اللقاءات الشعبية، والعروض الفنية الهادفة.
وقال: جهزنا 15 موقعا لوقوف السيارات للزائرين من خارج العاصمة، وتوزيع 6000 متطوع بلباس خاص في 20 نقطة ميدانية. وأعددنا 15 عيادة طبية متنقلة، في كل منها سرر وأطباء مختصون، مع سيارات إسعاف جاهزة، وذلك حفاظا على سلامة المشاركين
وعن التغطية الإعلامية، أكد أن التجمع سيُنقل بجودة عالية عبر طائرات بدون طيار وشاشات، مع بث مباشر على المنصات الرقمية كفيسبوك ويوتيوب، بجهود فريق إعلامي محترف
وقال: لقد تواصلنا مع الجهات الأمنية المعنية، وقدمنا لهم مطالبنا مكتوبة لضمان حركة آمنة للجماهير القادمة عبر الطرق المختلفة، وقد تلقينا وعودا بالتعاون الكامل. وفي ختام كلمته، قال: نتوقع تدفقا جماهيريا هائلا من كل ربوع الوطن، وقد يسبب ذلك ازدحاما أو مشقة مؤقتة لأهل العاصمة، فإلى أهلنا في داكا، نلتمس منكم العذر، ونعاهدكم أننا لا نعمل إلا لما فيه خير البلاد والعباد
واختتم المؤتمر قائلا: من أجل تنظيم آمن ومنظم، اخترنا ساحة سوهروردي التاريخية كمكان للتجمع، ولم نحتج إلى إشغال شوارع المدينة. من هنا، نناشد كل الجهات الرسمية والإعلامية والشعب الكريم بالدعاء والتعاون لإنجاح هذا الحدث الوطني الفاصل. كما نجدد دعوتنا لكل من سيحضر: اثبتوا في أماكنكم، حتى لو هطلت الأمطار، وكونوا عونا على تحقيق أهداف الأمة