20 June 2025, Fri

أمير الجماعة الإسلامية في معسكر التوجيه لأعضاء الجماعة بمدينة دكا الشمالية

لا بد من ترسيخ وحدة فولاذية في الميدان لإقامة الدين

الدكتور شفيق الرحمن-

في كلمة روحانية وهادفة، وجه أمير الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الدكتور شفيق الرحمن، نداء إيمانيا خالصا إلى أبناء الحركة الإسلامية، دعاهم فيه إلى بذل أقصى ما يملكون من جهد وتضحية لنيل رضا الله تعالى والفوز بجنته، وذلك من خلال السعي الحثيث لإقامة شريعته في أرضه، بوصفها السبيل الأوحد لتحقيق السلام في الدنيا والفلاح في الآخرة

وأكد فضيلته أن العمل على إقامة الدين ليس مسألة اختيارية أو هامشية، بل هو فرض عظيم أوجبه الله على كل مؤمن ومؤمنة، دون أن يكلف به من لا يؤمنون به. لقد اختار الله لنا الإسلام دينا ونظاما شاملا للحياة، وأنزل القرآن الكريم هاديا ومنارا نسير به في دروب الحياة. وإن هذا الكتاب العظيم لم ينزل إلا لهداية المتقين، ولا ينتفع به إلا من كان على جادة الاستقامة والصدق في العبودية


وأضاف، لتحقيق السلام الحقيقي في الدنيا، وللفوز بالنجاة الأبدية في الآخرة، لا بد لنا جميعا من أن نتوحد تحت مظلة شريعة الله وهدي رسوله ﷺ. ولا يتم ذلك إلا ببناء وحدة قوية، راسخة، لا تلين، ولا تهتز أمام التحديات والعواصف


وأشار فضيلة الدكتور إلى أن أكثر من تسعين في المائة من أبناء هذا الوطن يدينون بالإسلام، وأن أتباع الديانات الأخرى هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع البنغالي، لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم. غير أنه يجب على المسلمين أن يدركوا أن الالتزام بالشعائر كالصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، لا يكتمل إلا باتباع الإسلام في كل جوانب الحياة: في البيت، والمجتمع، والدولة، والسلوك، والسياسة، والثقافة. فالإسلام ليس دين طقوس فحسب، بل هو منهج شامل للحياة، يقدم حلولا عادلة لكل مشكلات الإنسان. وإن أسمى نموذج للاتباع والطاعة هو سيرة المصطفى ﷺ، ولا فلاح في الدارين إلا بالاقتداء بهديه


كما شدد أمير الجماعة على أن غاية حياة المؤمن يجب أن تكون إقامة الدين، ولا ينبغي أن يشغله عنها شاغل. فقد بعث الله الرسل والأنبياء لإعلاء كلمة الحق، وإزهاق الباطل، وكان خاتمهم نبينا محمد ﷺ، الذي سار في هذا الطريق رغم التهديد والتضييق، فصبر وثبت، وواصل المسير، ومعه أصحابه الكرام. واليوم، تقع هذه المسؤولية الجليلة على عاتقنا، ونحن وارثو الرسالة، وحملة الأمانة


وبين أن طريق الدعوة والحركة الإسلامية محفوفٌ بالابتلاء، وأن ما تواجهه من تضييق واضطهاد إنما هو امتداد تاريخي للصراع بين الحق والباطل. وعليه، لا يجوز لنا أن نهاب بطش الطغاة، ولا أن نكف عن العمل بسبب التحديات، بل يجب أن نمضي بعزم لا يلين، وإيمان لا يتزعزع، حتى يظهر الله دينه على الدين كله، ولو كره الكافرون


وختم فضيلته كلمته بدعوة صادقة إلى أعضاء الجماعة، وسائر العاملين في صفوف الجماعة، أن يستعدوا لكل تضحية ممكنة، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد لبذل النفس والجهد في سبيل إقامة مجتمع تسوده العدالة، وتحكمه شريعة الرحمن، وينعم فيه الناس بالأمن والكرامة والإنصاف