29 November 2025, Sat

انعقدت السنوية العامة لمجلس الشورى المركزي للجماعة الإسلامية في بنغلاديش

انعقدت الجلسة السنوية لمجلس الشورى المركزي للجماعة الاسلامية في بنغلاديش اليوم، التاسع والعشرين من نوفمبر، برئاسة أمير الجماعة الدكتور شفيق الرحمن، وذلك في رحاب قاعة الفلاح بمنطقة مغبازار. وقد استعرض المجلس ملامح المشهد الوطني الراهن، واستخلص بعد مدارسة معمقة القرار الاتي نصه
إن مجلس الشورى المركزي للجماعة الإسلامية ينظر ببالغ الأسى والقلق إلى أن الحكومة، رغم إعلانها إجراء الاستفتاء والانتخابات البرلمانية في يوم واحد خلال شهر فبراير المقبل، لم تهيئ بعد المناخ الملائم لإقامة انتخابات حرة، نزيهة، شفافة، ومشاركة لجميع القوى الوطنية. ومن البديهي أن الواجب الأول للحكومة القائمة هو تهيئة البيئة السياسية التي تضمن إجراء انتخابات حقيقية تستعيد ثقة الشعب وتفتح أبواب المستقبل
لقد طالبت الجماعة، في إطار التحالف الثماني، بإجراء الاستفتاء قبل الانتخابات، واعتماد نظام التمثيل النسبي في انتخاب أعضاء البرلمان، وبمحاكمة جرائم القتل الجماعي والفساد والاضطهاد التي اقترفها النظام الفاشي الهارب من حزب عوامي، وبوقف أنشطة الحزب الوطني وسائر أحزاب تحالف ١٤، وصولا الى أرضية انتخابية متكافئة لا فضل فيها لقوة على أخرى
غير أن الحكومة أعرضت عن هذه المطالب المشروعة، وأثارت بإعلانها إجراء الاستفتاء والانتخابات في اليوم ذاته تساؤلات عميقة لدى الشعب والنخب السياسية
إن مرتكز إعلان يوليو هو الاستفتاء نفسه، فإن حاز ميثاق يوليو تأييد الأمة وأقرت بنوده، اكتسب شرعيته القانونية، وعلى أساسه ستبنى الانتخابات البرلمانية اللاحقة. لكن الجمع بين الاستفتاء والانتخابات في يوم واحد يطرح اسئلة ملحة
هل ستعلن نتيجة الاستفتاء أولا أم نتيجة الانتخابات؟
وإذا أعلنت نتيجة الاستفتاء أولا، وجاءت نتيجته لصالح لا، فكيف سيعتد بنتائج الانتخابات؟

لقد بدأ بعض قيادات حزب كبير الدعوة صراحة للتصويت بلا، فيما تبنى حزب عوامي الفاشي المهزوم وحزب جاتيا وتحالف ١٤، الى جانب بعض الفصائل اليسارية، هذا الموقف ذاته
وأمام هذا المشهد يدعو مجلس الشورى المركزي جماهير الشعب الى الانتصار لخيار الاصلاح، والتصويت بنعم في الاستفتاء القادم، حفاظا على مسار الامة ومستقبلها السياسي

ويرى المجلس انه لا سبيل إلى ترسيخ الديمقراطية وإقامة مؤسساتها الراسخة إلا بتحرير العملية الانتخابية من الارهاب، والفساد، وسطوة المال الأسود، وذلك عبر اعتماد نظام التمثيل النسبي الذي يعطي لكل فئة وزنها الحقيقي. ولا تزال الجماعة ثابتة على مطلبها العادل هذا
وعليه، يطالب مجلس الشورى الحكومة بإجراء الاستفتاء أولا، ثم تنظيم الانتخابات البرلمانية بنظام التمثيل النسبي، مع تعليق الأنشطة السياسية لحزب عوامي، وحزب جاتيا، وسائر مكونات تحالف ١٤ قبل الدخول في العملية الانتخابية

كما يأسف مجلس الشورى أنه، رغم تعليق أنشطة حزب عوامي أثناء محاكمة قياداته، لم تتوقف جرائمه السياسية ولا ممارسات شركائه في تحالف ١٤، إذ يواصلون، سرا وعلانية، نهجهم الفاشي، مما أدى إلى تدهور خطير في الوضع الأمني، وفتح الباب أمام مؤامرات تستهدف إفشال الانتخابات. بل إن بعض قادة الحزب الوطني ظهروا على مختلف القنوات التلفزيونية لبث خطابات مضللة تحدث بلبلة في صفوف الشعب
كما أن عناصر العنف التابعة لحزب عوامي وحزب جاتيا وتحالف ١٤، تحت مظلة بعض القوى الكبرى، يواصلون الاساءة إلى النظام العام وإشاعة الفوضى

ولا تزال الدولة عاجزة عن توفير البيئة اللازمة لانتخابات نزيهة، فمظاهر القتل السياسي والاعتداءات تتجدد في دكا وتشيتاغونغ وخولنا وغيرها من المدن
ويرى مجلس الشورى أن المسؤولية الوطنية تقتضي إعداد قوائم دقيقة للمسلحين والمجرمين، والقبض عليهم فورا، وجمع الاسلحة غير القانونية دون إبطاء، حفاظا على الأمن وسلامة العملية الانتخابية
وبناء عليه، يطالب مجلس الشورى المركزي للجماعة الإسلامية في بنغلاديش الحكومة بالاستجابة العاجلة لمطالب التحالف الثماني الخمسة، واتخاذ خطوات جادة لايجاد بيئة سياسية وأمنية تتيح إجراء انتخابات حرة، نزيهة، شفافة، ومشاركة واسعة لكل فئات الشعب