أكد أمير الجماعة الإسلامية في بنغلادش الدكتور شفيق الرحمن أن الواجب على الدعاة أن يمضوا في طريقهم بثبات لا يلين، وبصبر يضيء العثرات، وبحكمة ترشد الخطى، وبشجاعة تفتح أبواب الفرج، مهما أحدقت بهم الظروف وتكاثفت حولهم الابتلاءات
وأشار إلى أن الله تعالى قد أفاض على الجماعة من فضله، ويسر لها السبل حتى بلغت ما بلغت من قوة ورسوخ، فحمد الله تعالى على نعمه، وعدد عطاياه، مذكرا بأن الجماعة منذ انطلاقتها عام 1941 قد واجهت أمواجا من العوائق والمحن، ولا تزال تواجه، لأن السير في طريق الحق محفوف بالامتحان
وأشار إلى أن محبة الصحابة الكرام لرسول الله ﷺ، وتقديرهم وطاعتهم، كانت في ذروة الصفاء والإخلاص، فقد بذلوا بين يديه أغلى ما يملك البشر من نفس ومال وراحة ودم
وقال: إن المواقف التي وقفها الصحابة رضوان الله عليهم في مواجهة الفتن، مستضيئين بأحكام الله وهدي نبيه ﷺ، ترسم لنا منهجا قويما، وطريقا مستقيما ينبغي أن نسير عليه، محافظين على سننهم ونهجهم وتراثهم
وشدد على ضرورة العناية بتعلم القرآن الكريم تلاوة سليمة متقنة، فهو أول جسور الارتباط بالكتاب العزيز، ومفتاح السير على هداياته
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها مساء التاسع والعشرين من نوفمبر، في الجلسة الختامية لمجلس الشورى المركزي، المنعقد بقاعة الفلاح في منطقة مغبازار بالعاصمة دكا
وأضاف أمير الجماعة: إن صيانة روح الأخوة، وترسيخ أواصر المحبة، وتعميق الشعور بالمسؤولية كلها واجبات لا غنى عنها لنهضة الصف واستقامة العمل
وذكر بأن على كل فرد أن يتحلى بمقام المسؤولية في كل شأن من شؤون حياته، وأن يترفع عن كل ما حرمه الله من الربا والرشوة وسائر صور الحرام
وحذر من أن بعض الإخوة أحيانا يصدرون مواقف أو تصريحات تجانب سياسات الجماعة الراسخة ومنهجها الأصيل، داعيا إلى التيقظ والحذر، والالتزام بما تقرره المؤسسات الشرعية والتنظيمية
إن ما يشد بعضنا إلى بعض هو ذلك العهد المؤسس على المبادئ والقيم الإسلامية، عهد يجب أن نصونه من الوهن، ونحرسه من كل ما يعرضه للرخاوة أو الاضطراب. فلنتنافس في ميادين البر والخير، ولنبق على مسافة من كل رذيلة تكدر صفو السير إلى الله
وإن نصرة الحركة الإسلامية لا تقوم إلا على سواعد المضحين، فمن حقها علينا أن نبذل الوسع في العطاء، وأن نقدم ما نستطيع من القرابين المالية ابتغاء وجه الله. وفي كل ما قد يفجؤنا من وقائع عاصفة أو أحداث غير مرغوب فيها، يلزم أن نتدرع بالصبر، ونستمسك بالحكمة، ونمضي بشجاعة في صف واحد، متآخين متعاضدين
وبعد أن ختم أمير الجماعة كلمته، رفع كفيه إلى السماء، وانعقد صوته بالبكاء، يناجي ربه بحرقة من أجل خلاص الوطن، ورفعة شأن الأمة، وصلاح أحوال العباد
ثم تلى ذلك أن أدى الإخوة المنتخبون في المرحلتين الأولى والثانية من مجلس الشورى المركزي اليمين تحت إشراف الأمير الموقر، كما أدى الأستاذ أتم أظهر الإسلام يمينه نائبا مركزيا للأمير
وبعد مداولة مع مجلس الشورى، وجه الأمير الموقر بأن يواصل الإخوة القادة مهامهم كما كانوا عليها في الدورة السابقة، وذلك إلى أن يعقد الاستحقاق الانتخابي البرلماني القادم